ماراثون المفاوضات مرة اخرى!
كمال زكارنة
29-10-2024 10:28 AM
تتجدد المفاوضات العبثية، من اجل التوصل الى صيغة توافقية حول صفقة تبادل، يسعى نتنياهو لأن تكون مشرفة للاحتلال ،وان تحسب انجازا للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، المستمر للشهر الثالث عشر على التوالي.
تستأنف المقاوضات ،بعد اغتيال اسرائيل لقيادات الصف الاول في حركة حماس وحزب الله ،ويتأمل نتنياهو والادارة الامريكية ،ان تؤدي هذه الاغتيالات الى تغيير وتحول في مواقف المقاومة الفلسطينية ،وتجعلها تتنازل وترضخ للمطالب والشروط والاملاءات الاسرائيلية الامريكية ،ويحقق الاحتلال هدف رئيسي واساسي للعدوان، هو تحرير الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
قصر النظر هذا الذي يسيطر على التفكير الاسرائيلي ،المتمثل بالتفكير بأن موقف المقاومة معلق بموقف قائدها او رئيسها ، وليس العكس ،رغم ان العكس هو الصحيح ،بمعنى ان موقف وقرار قائد المقاومة مأخوذ من موقف وقرار المقاومة،وان استشهاد القائد لا يغير الموقف والقرار ،بل يزيد التمسك بهما قوة وتشددا وصلابة.
نتنياهو ارسل رئيس الموساد الى الدوحة للمشاركة في المفاوضات ،ولم يرسل رئيس الشاباك ،الذي تعتبر جعبته مليئة بالمعلومات والتفاصيل المتعلقة بصفقة التبادل، هذا التصرف يشير الى ان مشاركة نتنياهو بالمفاوضات ،اقرب ما تكون الى رفع العتب ،وانها مشاركة بروتوكولية وفي اطار العلاقات الدولية ،وتؤكد ان نتنياهو ما يزال في نفس المربع ،الذي يرفض ويمنع ويعيق التوصل الى صفقة متوازنة للجدميع ،وهو ما يزال يتمسمر في ذات المربع الرافض للتوصل الى اتفاق حول صفقة التبادل، حتى وصل الاسرائيليون انفسهم الى قناعة، بأن نتنياهو وحكومته يرفضون التوصل لاتفاق الصفقة،لاسباب سياسية خاصة بهم، ومن اجل الحفاظ على بقائهم في السلطة يتسيدون المشهد السياسيي في اسرائيل.
اي ان نتنياهو هو العقبة الوحيدة في وجه تحرير اسرى الاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية ،مما دفع ذوي الاسرى وانصارهم، للتهديد بالعصيان المدني والانتفاضة الشعبية ضد حكومة الاحتلال، اذا لم يعودوا الاسرى الى بيوتهم احياء.
ومع استئناف المفاوضات، يتكرر ذات السيناريو بين غالانت ونتنياهو،حيث يبدي الاول المرونة والميل نحو وقف العدوان والاتفاق على الصفقة ،ويقول انه لا يمكن تحقيق كل الاهداف بوسائل عسكرية ،ولا بد من دفع اثمان غالية ومؤلمة،ويرد نتنياهو ،بالقول يمكن تغيير غالانت بوزير دفاع جديد.
اذا كان غالانت صادقا،فان الخلاف بين الشخصين يطفو على السطح مرة اخرى ،واذا كان كلامه تسويقيا للاعلام والسياسة وكسب الوقت ، فان العدوان الاسرائيلي سوف يستمر ولن تكون هناك اية صفقات تبادل او غيرها.
المؤشرات والمعطيات حتى الان، تشير الى ان نتنياهو ضد التوصل الى اتفاق صفقة التبادل،ونه سيعمل على افشال جميع الفرص وكل الجهود والوساطات التي تبذل من اجل التوصل لاتفاق،وهذا يعني ان الامور مرشحة للتصعيد اكثر ، سواء كان ذلك على صعيد الجبهات العسكرية شمالا وجنوبا،او على صعيد الداخل الاسرائيلي، الذي بدأ صبره ينفذ، خاصة بعد كشف اهداف نتنياهو واسباب رفضه التوصل لاتفاق.
ثلاثة عوامل لا غير ، يمكن ان تجبر نتنياهو على الرضوخ لمساعي وجهود التوسط للتوصل الى حلول تواققية متوازنة، اولا، ضغوط صادقة وجدية من الادارة الامريكية على حكومة نتنياهو، ثانيا ،ضغط الداخل الاسرائيلي،ثالثا ، مضاعفة الخسائر التي يتكبدها الاحتلال نتيجة موااصلة عدوانه على لبنان وغزة.