تتجاوز جولات رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان الميدانية الأهمية في كونها ميدانية الرؤى، والنهج، لأكثر من ذلك، بسبب الاختيارات الهامة لطبيعة المرافق التي يختارها رئيس الوزراء خلال جولاته، حيث يركز على قطاعات جوهرية، يدفع الاهتمام بها للنهوض بمجالات متعددة اقتصاديا وطبيا وتعليميا وغيرها من المجالات الهامة.

بالأمس، زار رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، ثمانية مرافق خدمية في لواء الرصيفة بمحافظة الزرقاء، ضمن جولاته الميدانية الأسبوعية، هذا النهج الذي اعتمده «دولته» منذ يوم الحكومة الأول، بالتوجه للميدان في سعي عملي وحقيقي لأن يكون منجز الحكومة من الميدان وله، فشكلت زيارته أمس للرصيفة سطرا جديدا في أجندة الإنجازات الحكومية الهامة، والمختلفة كونها تأتي عملية تتحقق بها الإنجازات على أرض الواقع على الفور ويتم مواجهة التحديات في حينه، وإزالة العقبات قدر الممكن بأسرع وقت ممكن.

وشملت جولة رئيس الوزراء أمس مستشفى الأمير فيصل الحكومي، ومدرستين ثانويتين للذكور والإناث تقعان ضمن تجمع لمدارس حكومية في الرصيفة، ومدرسة ثيودور شنلر، ومركز الأمل الجديد للإعاقات المتعددة، وسيل الزرقاء، ومركز صحي مخيم ماركا، وحديقة مخيم حطين، وفي قراءة لهذه المرافق الثمانية نجد في كلّ منها أهمية تنعكس على قطاع كامل، تحديدا في الجانب الصحي والتعليمي وهما ما أولاهما الدكتور حسان اهتماما كبيرا منذ يومه الأول في «الدوار الرابع»، وحضرا بكافة جولاته حتى الآن، كما قام يوم أمس بزيارة مستشفى وثلاث مدارس، وفي رسالة هامة أيضا تأتي زيارة رئيس الوزراء لمركز الأمل الجديد للإعاقات المتعددة وفي ذلك دلالة كبيرة لاهتمام الحكومة بهذه الفئة الهامة وضرورة توفير ما يلزمها وتذليل أي عقبات تواجهها.

جولات رئيس الوزراء والتي باتت نهجا حكوميا، يعكس رؤية الحكومة وبرامجها، تشكّل أهم مدارس الإدارة السليمة، مضمونة النتائج الإيجابية، والأهم النتائج العملية، سيما وأن هذه الجولات تتضمن مرافق جوهرية وهامة، ومن الواضح أنه يتم اختيارها بكل دقة وعناية من «دولته» ورؤية تركز على السعي نحو التطوير والتحديث والتنمية وبشكل عملي، بعيدا عن أسلوب كثرة القول دون فعل، أو حتى مبدأ ترحيل المشاكل والتحديات، وليس هناك أكثر حسما لهذا الجانب من العمل الميداني والتواجد بين المواطنين والاستماع لهم، وبالحضور في المناطق التي تحتاج متابعات دائمة وتحديثا مستمرا، وهو ما يتضح جليّا بجولات الدكتور حسان.

الرئيس في الميدان، عنوان لحالة هامة، واختيارات الرئيس للمرافق التي يزورها خلال جولاته أيضا عنوان وتفاصيل لرؤية ثاقبة تهدف بالدرجة الأولى والأخيرة لتقديم الأفضل للمواطنين، والسير بمسارات التحديث على أكمل وجه، وتغييب أي عقبات أو مشاكل يُمكن أن تؤثر سلبا أو تعيق مسيرة التحديث، فرؤية الرئيس تبدو واضحة جدا بالتركيز على الميدان، واختيار ما من شأنه النهوض بقطاعات كاملة، وليس أي قطاعات بل تلك الجوهرية والحيوية، والتي تتطلب عين مراقب، ويد مطوّر، وهو ما يتحقق حرفيّا في جولات الرئيس، إذ باتت تشكّل اختيارات «دولته» علامة فارقة في العمل الميداني كونها لا تقف عند حدّ جولة وزيارة، إنما تذهب لما هو أكثر من ذلك، تحديدا بالتركيز على قطاعات غاية في الأهمية واستراتيجية، ويرى المواطنون أنها تحتاج تطويرا دائما.


الدستور