facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن من منظور مفكر


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
28-10-2024 09:35 PM

تخوض القوى العظمى صراعا بالقوة الخشنة و الناعمة تعبيرا عن مشروعين ثقافيين اقتصاديين سيقرران شكل العالم القادم و كون منطقتنا تأخذ الآن أولوية لترتيبها ليتفرغ الغرب لمواجهة الصين و قد بدأت ملامح منطقتنا تظهر بثنائية ايران مقصصة المخالب قابلة للادارة ضمن حدود المصالح الغربية و دون تهديد للمشروع الاسرائيلي الذي يتشكل هو ايظا وفق هوامش لا تتخطى المصالح الغربية و تصوري له إن نجح الاستيلاء على شمال غزة و تحييد لبنان بتحيد المنطقة جنوب الليطاني و ليكتمل لا بد له من معالجة الضفة الغربية و هنا يكمن الخطر على الاردن و الذي اعتقد أن صناع القرار الاردني على وعي به. لكنني مع ذلك لا اشعر بالارتياح للاجراءات التي تتم لمواجهة هذا المشروع و المبنية بجزء منها برأيي على وصفات قديمة لن تكون قادرة على الصمود في وجه اي من المشروعين سواءا الجمهوري الذي سيكون متسارعا خشنا أو الديمقراطي الذي سيكون ابطأ و لكن أخطر باعتبار أن المشروع كبير جدا و يشمل تفكيك كل ما يجمع من الدول و العشائر و الأديان و الأسر لصالح حرية فردية لامتناهية تنتهي بعالم كله دولة واحدة بشكل كنتونات تحكمها ما يشبه حكومة واحدة ضخمة و عابرة للحدود. وقود التغيير للمشروع الثاني شريحتين هما مهمشتين في الاردن و في دول كثيرة و هما شريحة الشباب التي فقدت الثقة بالمجتمع و المؤسسات و شريحة المفكرين و العلماء التي تشعر أنها معزولة محاربة مهمشة. اول قاعدة علمية في بدء حياتي في الغرب كانت أنك لن تحصل على نتائج مختلفة بنفس المنهج و الاجراءات و الاشخاص و هذا ما أراه اليوم و ما تراه شريحة الشباب حتى لو لم تصرح فلا يكفي كما ذكرت في مقالات سابقة أن نفترض ما يريدون و لكن أن نعرف و نعطي هذه الشريحتين فرص عادلة و متساوية.

لكن لنعود قليلا الى دروس التاريخ في ارض التاريخ التي استضافة اول محاولة للأمن الغذائي (أول رغيف خبز شمال شرق المفرق) و أول فن ثقافي يعبر عن الاستقرار (تماثيل عين غزال) لتغيب بعدها عن التاريخ و تدخل أول حضارة انسانية مكتوبة بالرموز (السومرية) لتليها بعد 400 عام الحضارة المصرية ثم لتهدي اوغاريت للعالم اول لغةٍ مكتوبة بالحروف ليحملها تجمع البحارة من مختلف البلدان الذين انشأوا الحضارة الفينيقيه على سواحل لبنان و فلسطين و سوريا لتعود منطقتنا للتاريخ المكتوب عندما هزم شلمنصر الاشوري تحالف الاراميين و العرب و اليهود في معركة قرقر 800 قبل الميلاد و ليظهر اسم العرب بقيادة جندبو لاول مرة و يبقى العرب بعدها يعرفوا باسماء أخرى أيضا (الإسماعيليون، الهاجريون و السراسين) إلى أن تظهر أول حضارة عربية في البتراء. ثم لنغيب عن التاريخ الى أن عاد ما يعتقد أنه احفاد الانباط لينشروا شمس الاسلام من مكة المكرمة. و للمصادفة التي تغيب عن الجميع أن العرب نشأوا شمال شرق الاردن في حرة الشام وفق البصمة الجينية الهابلوتايب قبل أن ينتشروا للجنوب عبر طريقين.
هذه العجالة التاريخية لأوضح أن الاردن شاء من شاء هي عقدة الاتصال و الصراع عبر التاريخ و لم يغير الحاضر الكثير. فالاردن ثاني أقدم دولة بمفهوم الدولة الحديثة وفق معاهدة وستفاليا في المنطقة بعد مصر و بالتزامن تقريبا مع الدولة التركية وريثة بقايا العثمانيين.

أما الحاضر فإنني أرى الاردن دولة لم تنصهر فيها بعد الهويات الفرعية و جميعها تربطها حلقة واحدة هي الهاشميين ممثلة بسيد البلاد و ولي عهده و في حال ضعفت لاي سبب لا سمح الله هذه الحلقة فإننا في بلد سيتشظى الى عدد لامتناهي من الهويات الفرعية المتصارعة. لذلك فإن الهوية و السيادة الاردنية مرهون بقائها بقوة تلك الحلقة. لكن الاردن دور قبل أن تكون دولة و غياب الدور سيعني زعزعة الدولة و هذا الدور مرتبط حكما بالدور الهاشمي و شرعيته التاريخية و الدينية. كل ما سبق شروط بقاء الدولة لكن هدف الدول ليس البقاء فقط و لكن وفق معاهدة وستفاليا فإن الفرد تنازل عن جزء من حريته و حقوقه لصالح المجتمع مع وعد بالامن و عدالة الفرص و كذلك الحرية أو الرفاه أو كليهما. بالنسبة لنا في الاردن فإن الرفاه صعب المنال لمحدودية الموارد و وجودنا في قلب منطقة صراعات لا تنتهي و أما الحرية فإنها و إن تراجعت قليلا تبقى ضمن الحد الادنى المقبول و أما الأمن فهو متوفر و تبقى عدالة الفرص لكل الافراد و كل الشرائح وفق مؤهلاتهم و مواهبهم و قدراتهم و هذه لي فيها تجربة و رأي لا مجال لذكره هنا.

انني عندما استشرف المستقبل أجد أن هنالك ثلاث مجالات لا بد من التعامل معها لتحصين الجبهة الداخلية لتكون مستعدة للمشاريع القادمة و هذه هي مشاريع و مبادرات تنعكس على الشباب بشكل مباشر يعطي الامل و يحل جزء من البطالة و يعدهم للمنافسة بالاسواق الخارجية و ثانيهما رعاية رسمية و منصة لاصحاب الفكر و العلم ليكونوا قدوة اجتماعية تقوم بدورها في استعادة الثقة و ثالثهما هوية ثقافية تقبل الاخر و تتقبل الحوار و ترفض العنف و التطرف باشكاله جميعا حتى بالتفاصيل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :