facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجريمة المستمرة في غزة والموقف الأردني الأصيل


عبد الكريم محسن ابو دلو
28-10-2024 01:59 PM

ما زالت آلة الحرب الإسرائيلية تكثف فعلها الإجرامي في غزة وفلسطين، والتي امتدت أيضا إلى مناطق من لبنان. إذ لم تتعب هذه الآلة الاجرامية من مشهد حجم الدمار البشري والعمراني الذي أحدثته، ولم يردعها أي صوت عالمي: إنساني أو قانوني أو سياسي. بل إنها ازدادت وحشية، بتحدٍ صارخ لكل المنظومات الدولية وباختراق فاضح لأي معايير قيمية.

إن الأفعال الجرمية، التي ترتكبها الآلة العسكرية الإسرائيلية، تعبر عن مدى وحشية هذه الآلة وظلامية العقلية التي تتحكم بها، ومدى عمق الآثار التي تسببها لروح البشرية.

إن ذلك يشكل جريمة إنسانية مستمرة، بكافة المقاييس. فمنذ السابع من تشرين الأول من عام 2023، لم تهدأ أدوات الحرب من العبث في كل أشكال الفكر الإنساني، وغيّرت الكثير من المسلمات ونواميس الكون. عندما يتم وصف قتل المدنيين؛ أنه دفاع عن الأخلاق، وعندما يتم اعتبار مهاجمة الأهداف المدنية والمستشفيات والمدارس والسكان؛ أنه في إطار الدفاع الشرعي، وعندما يتم تجاوز كل معيار فطري سليم، بالوقوف إلى جانب المحتل وتأييد مواقفه بقتل الضحية البرئية، في جريمة هي الأبشع على امتداد التاريخ الإنساني.

ومن جهة أخرى، تعتبر هذه الحرب بمثابة الصدع الإنساني، الذي كشف حقيقة الكثير من دعاة الإنسانية وحماة حقوقها، بشكل يسهم بتزييف الوعي الفكري وتزوير الحقائق التاريخية.

ربما تعتبر حرب غزة، وما أنتجته من بُنى فكرية ونقاشات كبيرة، من أكثر القضايا عمقاً بالعقل العالمي وموقفه من القضايا الأخلاقية. فهذه الحرب، مرحلة مفصلية في حركة التاريخ، لما تتسم به من خصوصية، ستمتد آثارها لفترة طويلة، وتحتاج لزمن لإعادة ترميم المنظومة الأخلاقية والقيمية للمجتمع الدولي.

إن المقاومة الحقيقية الباسلة، التي يعيشها أهل غزة، ضد المحتل، نيابةً عن الضمير الإنساني هي تعبير عن الروح العادلة، برفض الظلم والاضطهاد والاستعمار، الذي مهما استمر، فلا بد يوما لصاحب الحق أن ينتصر. وإن ذلك يكرس هيبة الموت وقيمته، عندما يكون دفاعا عن الأرض والنفس، وفي سبيل إسماء رسالة الحياة والوجود. وبمقابله، تتأصل عبثية الحياة، في نفسية المحتل الغاشم، الذي يعاكس نواميس الكون ويزرع الظلم والقتل والدمار.

وفي ظل هذا الزحام العالمي المتردي، يظل الموقف الأردني متمترسا بقوته وحصافته، بالصمود إلى جانب الأهل في غزة وفلسطين، بموقفه العادل، ورفض الجرائم المستمرة، التي ما زالت ترتكب هناك. وما زال جلالة الملك، يتفرّد بخطابه الملكي الرصين وفكره الإنساني السامي، في كافة المؤتمرات واللقاءات الإقليمية، دعما للقضية الفلسطينية. وفي المحافل الدولية، فإن العقيدة الأردنية، تحمل فلسطين وترفع قضيتها عالياً، وتخوض من أجلها معركة سياسية استثنائية، في سبيل الوصول إلى حل عادل لهذه القضية.

إن الدبلوماسية الأردنية، التي يقودها جلالة الملك، وخلفه أركان الدولة وموقف الشعب الأردني الثابت، تمثل الموقف الوطني الأصيل، وتعبر عن تاريخية الدولة الأردنية، وعراقة منهجها السياسي وأصالة الأردنيين، بالإلتزام بصف الحق وخطاب العدالة ورفض الظلم، وبالانحياز لقضايا الأمة.

وفي هذه المرحلة الحساسة والمؤثرة، يجب الوقوف صفا رصينا خلف القيادة الهاشمية والدولة بموقفها الثابت والمشرف من الحرب الدائرة في غزة، وعدم الالتفات إلى خطاب أي محرض أو دعاة الفتن والإشاعات، الذين يتمنون النيل من هيبة الدولة وقوتها. وإن الإيمان بالأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة ومواقفه المشرفة، هو تمجيد لحس الانتماء الوطني الصادق، ودعم كبير لأهلنا في فلسطين. لذلك، يجب على الميكانيكا الأردنية، بكافة مستوياتها، أن تتفاعل مع مواقف الدولة المشرفة وتتوافق مع رؤيتها وخطابها؛ حاضرا ومستقبـلا.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :