اعتقد اننا لم نعد بحاجة الى خبراء سياسيين أو محللين استراتيجيين لمعرفة كيف يفكر بعض زعماء عرب في التعامل مع شعوبهم، بقدر ما نحن بحاجة الى اطباء نفسيين يقدّمون لنا كشفاً مفصلاً بأمراضهم وأوهامهم وبالونات عظمتهم وعقدهم التي جعلتهم يحكمون الشعوب بهذه الطريقة البشعة منزوعة الود و الاحترام..
***
كتبوا كلمة ارحل على حيطان أزقتهم ،على مداخل بيوتهم ، على شوارعهم، على إشارات مرورهم ، على أرغفة خبزهم ، على جبهات أطفالهم ، على أكفهم، على رؤوس أصابعهم ، على قمصانهم، على جلودهم، على أظافرهم، على مسامات تعرّقهم، على أنفاسهم، لم يتبق شيء لم يلفظ كلمة «ارحل» ..ترى ماذا تبقى حتى يقتنع صاحب السيادة والفخامة والضخامة انه غير مرغوب به الى هذا الحد!!!...
والله لو كنت قديساً أو ولياً – ولست زعيماً سياسياً وحسب- استمدّ سلطتي وكراماتي من الله، لا من الناس ، وشعرت للحظة ان رعيتي أو أتباعي لا يرغبون بإمامتي أو لا تعجبهم طريقة تعبدي...لخلعت رداءي الأبيض وحلقت لحيتي وكسرت عكازي..وانضممت الى أكثر الناس جهلاً وبساطة وربما صياعةً..في سبيل ان اظفر بكرامتي ، وكرامتي فقط...
يا اخي ..اذا قالت الزوجة لزوجها «ارحل عني « ، ينتصر الزوج الشرقي العربي لكرامته ويعلن ال «تسريح بإحسان»..ما بالك بالملايين ينتظرون هذه الكلمة منذ شهور بسلمية وتعقّل وذلك فقط من باب احترام العشرة ليس الاّ ..والأخ ما زالت تأخذه عزة القوامة و»العصمة»السياسية والتفكير ببيت الطاعة ..اذاً انتظر قرار «الخُلع»..
***
قلت في بداية المقال اننا لم نعد بحاجة الى خبراء سياسيين وإنما الى اطباء نفسيين لنعرف كيف يفكر بعض الزعماء العرب في التعامل مع شعوبهم..اسحب كلامي، أعتقد أننا بحاجة الى عطارين يدلونا كيف نتعامل مع « لزقات الكوكس»..
(الرأي)