facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الرد الإسرائيلي الأخير ولعبة البازل الأمريكية


سيف منور السردية
27-10-2024 09:07 AM

بعد عام ونيف من هذه الحرب الشعواء في المنطقة العربية ، وبعد مئات الأحداث العاصفة التي راقبها العالم وهي تتوالى ، كان الرد الإسرائيلي على ايران اليوم اشبه بالقطعة الأخيرة في لعبة ( البازل ) الامريكية الإسرائيلية الإيرانية ، حيث انه بهذه القطعة الصغيرة تشكلت الصورة النهائية للحرب .

لم نكن يوما من هواة نظريات المؤامرة الغربية، الا ان هذه الحرب أظهرت الغرب والفرس متحالفين بشكلٍ لا يستطيع أحدا انكاره او غض النظر عنه ، فابتداءً ظهر تعاون الغرب والفرس في اغتيال إسماعيل هنية اثناء تواجده في الاراض الإيرانية، فجاء الرد الإيراني على إسرائيل مصحوبا بمعرفة العالم اجمع بموعد انطلاق الصواريخ والمسيرات الإيرانية وزمن وصولها وأماكن أهدافها، فلم يسفر عن أي نتيجة ، وانتهى قبل ان يبدأ ، فاعتبر المراقبون ان الرد كان متواضعا خوفا من الغضب الأمريكي ، وذلك بعد استهداف إسرائيل السفارة الإيرانية في دمشق ، فتوالت الاحداث وبدأت الضاحية الجنوبية في بيروت وجنوب لبنان تواجه المصير ذاته التي واجهته غزة قبلها، فاغتيل الصف الأول والثاني والثالث من قادة حزب الله اللبناني ، فأتحف الفرس العالم برد مفاجئ من حيث عدد الصواريخ والمسيرات ، ولكنه اتضح اخيرا ان تلك الصواريخ رغم كثافتها الا انها كانت فارغة ، وما هي الا لحفظ ماء الوجه الإيراني ، رغم ان الرد كان فعالا من ناحية بث الرعب في قلوب كل من شاهده ، ولو لم يكن له اية نتائج ، فتأهب العالم لزلزال الرد الإسرائيلي ، حيث كان لابد ان يكون ضخما مرعبا ماحقا ، لكون إسرائيل لم يسبق لها ان ضُربت بهذا الشكل من قبل، الا ما حدث في زمن الرئيس العراقي السابق صدام حسين وال39 صاروخ خاصته ، وكان رد العالم آنذاك تحالفٌ وتكاتفٌ على قوة العراق لسحقها وانهاء زمن البعث العراقي في بغداد ، فهذا ما توقعه المراقبون ان ينال ايران بعد اعتداءها السافر ، الا ان الرد الواهن الإسرائيلي فسّر نظرية هامة ، وهي ان العالم لا يكيل بمكيالين فقط ، بل يكيل بمائة مكيال .

المفارقة عجيبة ، فما تواجهه الدول العربية من قتل وتشريد وتدمير وحرب إبادة ، رغم ضعفها وقلة تأثيرها ، لا تناله ايران وهي ام المصائب ، فهل كانت الحرب منذ السابع من أكتوبر خطة أمريكية إيرانية إسرائيلية ، لتغيير ديموغرافيا الإقليم العربي وخارطته الجيوسياسية ، فلم تكن إسرائيل تستطيع ان تقضي على كل من حسن نصرالله وإسماعيل هنية ويحيى السنوار في أن واحد ، مرفقين طبعا بعشرات الألف من الضحايا العرب ، لو لم تحظى بالدعم الغربي والدولي بعد الاعتداء عليها في السابع من أكتوبر . ولم تكن حماس بكتائبها العسكرية تستطيع ان تُقدم على هجوم مشابه لما حدث ، لولا الدعم والتشجيع الإيراني على ذلك ، فأمسينا أخيرا بغزة ممسوحة عن بكرة ابيها ، ولبنان ينزف ، ويمن يحترق ، وسوريا ممزقة ، وعراق ارهقته الحروب والطائفية والمصائب .

قد يُفسِر ما قاله ترامب ( المرشح الجمهوري الحالي في الانتخابات الامريكية والرئيس السابق للولايات المتحدة ) في احدى خطاباته انه قد تلقى مكالمة هاتفية من احد كبار المسؤولين الإيرانيين لطلب الاذن بتفريغ قاعدة عسكرية أمريكية لضربها في العراق كردٍ على اغتيال قاسم سليماني الذي عاث الفساد أواخر عهده ، هذا الخطاب قد يُفسِّر ان ايران صاحبة الاذرع العربية في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ، ما هي الا ذراعٌ أيضا للولايات المتحدة الامريكية كما هي إسرائيل ، وان من يخالف الرأي الأمريكي سيلقى مصير رئيسها السابق إبراهيم رئيسي الذي قُتل في ظروفٍ غامضة ، وذلك بسقوط طائرته بين الجبال الشاهقة على الحدود الإيرانية الآذرية ، ونحن بدورنا هُنا لا نتهم الغرب بذلك ، لكننا بتنا نُشكك في كل شيء ، فما هذه الحرب بالشيء الجديد ، فقد اعتاد العرب الحروب ، الا انه وبلا ادنى شك نستطيع الجزم أن احداً لا يعرف مصير هذه الحرب ، والى اين ستسفر بنتائجها ، لكن ما نعلمه علم اليقين ، أن الثأرُ حقٌ لمن ظُلِم ، والظلمُ وعدٌ لمن هُزِم ، والوقتُ كفيلٌ بأن يُعيد لكل ذِي حق حقه .. والله من وراء القصد


* سيف منور السردية/ محلل سياسي وباحث
Saifmenwer0@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :