بقلم: د. أحمد الحياري

صدمت حكومة نتنياهو جمهورها الذي انتظر ثلاثة أسابيع ونصف في التحضيرات للرد على الهجوم الايراني. فجاء ردا باهتا، أحرجت اسرائيل نفسها بهذا المستوى من الضعف.

لقد بدا جيش الاحتلال خائرا، يخشى برده من اغضاب ايران، حتى عجزت تل ابيب من التقاط صورة لاشباع نهم جمهورها.

من كان يظن، بعد كل الوعيد الاسرائيلي المتواصل، أن يكون الرد بعده بهذا المستوى الضعيف. قالوا كثيرا ثم تمخّض جبلهم فأرا، حتى صار الناس يبحثون عن طرف دخان في طهران بحثا عن أي رد، لم يكن ردا، كانت الصورة فضيحة.

من حيث الصورة، نجحت ايران من التقاط صورة صواريخها وهي تدكّ مدن في فلسطين المحتلة، فيما عجزت 100 مقاتلة اسرائيلية من التقاط صورة واحدة للنصر، حتى لجأت قناة عبرية من استدعاء صورة قديمة للحديث عن الرد الاسرائيلي.

اعتقد ان السر هو في نجاح الضغوط الامريكية على حكومة نتنياهو لتقويض الفعل الاسرائيلي. ذلك ان الولايات المتحدة تعلم أن آخر ما تريده جبهة ثالثة تفتحها اسرائيل على نفسها بعد غزة ولبنان. ما يشير إلى أن الولايات المتحدة تراجعت خطوة بعد تسريب "وثيقة الرد". لكن لا يبدو واضحا، حتى الان، فيما اذا كانت دول في المنطقة هي الاخرى ضغطت على اسرائيل للتراجع عن رد يذهب بالمنطقة إلى حرب مفتوحة لا يُعلم مدى تأثيراتها، وتحديدا في أسعار النفط.

لكن مع كل ما سبق فإن ردا بهذا المستوى أضعف اسرائيل حتى بدت امام الشعوب العربية هزيلة تتحدث كثيرا وتفعل قليلا، في مقابل ممارستها خططها وتكتيكاتها العسكرية على المرضى والاطباء والاطفال والنساء في غزة.

لست وحدي من يقول ذلك، ففي استفتاء على موقع عبري رد المستطلعون على سؤال: هل تصدقون تصريحات نتنياهو بأنه ألحق الضرر بإيران؟ فأجاب 14% فقط بنعم، وقال 86% لا.

لكن علينا أن نتنبه ان المقاتلات الاسرائيلية عادت إلى قواعدها، لكن النشاط الاستخباراتي الاسرائيلي في طهران لم يعد.

التقديرات ان تعقب الضربة الاسرائيلية عمليات تخريب او تفجيرات في مواقع ايرانية معينة، لكن هذه العمليات، هي ايضا، ستأخذ بعين الاعتبار عدم اغضاب ايران كي لا ترد.

في النهاية لقد منحت الضربة انطباعا ان اسرائيل غير قادرة على ردع ايران. هكذا ظهرت طهران الليلة الماضية منتصرة.


* د. أحمد الحياري/ باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية.