facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في اليوم الأول بعد العدوان .. النصر للجميع والخطر يتزايد


صالح الراشد
26-10-2024 02:49 PM

سينتهي العدوان على غزة ويأتي اليوم الأول بعد توقف سلسلة الجرائم الاسرائيلية، سيأتي اليوم الأول وغزة ليست غزة التي يعرفها أهلها، فالكثير من مواطنيها قد غيبهم الموت وآخرين تغيرت سُبل حياتهم بسبب الإصابات، والغالبية سيكملون حياتهم بأجنحة مقصوصة لفقدهم أحبتهم، لتكون الحياة بعد اليوم الأول من وقف الجرائم الاسرائيلية كئيبة تحمل جميع أنواع الحزن والآسى، فيما غزة التي يعرفها الجميع ضربها زلزال اسرائيلي بعد الطوفان الفلسطيني، هذا حال المواطن في غزة لكنه ليس بحال رجال السياسة الفلسطينية والاسرائيلية والعالمية.

فالسياسيون في غزة ولبنان وايران والكيان سيعلنون أنهم منتصرون في حرب كانت فيها الهزيمة للجميع والنصر كذلك، فالاسرائيليين أعلنوا عن وجوب إنهاء المقاومة لكنهم فشلوا في تحقيق الهدف الصعب كون تحقيقه أصعب ولن يستطيع المجتمع الاسرائيلي تحمل فاتورة الحرب الطويلة بشرياً واقتصادياً، لتنتصر حماس وحزب الله بالبقاء والاستمرار وامتلاك القدرات وإيران بقصفها الكيان واليمن بقوة صواريخه، فيما سيعتبر الكيان نفسه منتصراً بإبادات جماعية وتقليص قوة المقاومة واغتيال أبرز قياداتها، ليكون اليوم الأول بعد العدوان هو نقطة إنطلاق لسنوات قادمة يحدد أطرها الكيان بفضل قوته العسكرية والغزي باحتياجاته، ومنها الحفاظ على حياته وكرامته التي نالها بشلالات دماء أغرقت العالم ولم تهزه، ولا يُريد التنازل عنها كونها المكسب الرئيسي الذي خرج به في مواجهته للموت وحرب الإبادة.

سينتهي العدوان وقيادات الحرب لن تكون موجودة حيث استشهد إسماعيل هنية ويحيى السنوار وحسن نصرالله وسيختفي نتنياهو، سينتهي العدوان والمُصالحة الفلسطينية لن تتم والقطيعة بين فتح وحماس ستتزايد في ظل تباعد المواقف بين القيادات الجديدة المتمسكة بالإرث القديم سياسياً وعسكريا وشعبياً، وسينادي الرافضون للمصالحة بصوت مرتفع لتغيير نهج غزة فيما مقاومة الضفة تبحث عن تغيير في رام الله، لتصبح الرؤيا سوداء بين أشقاء يعلم الجميع من الذي رفض جميع اطروحات الوفاق بينهم ولماذا رفضها، ليكون اليوم الأول بعد نهاية العدوان كارثياً على الشعب الفلسطيني في ظل الولاءات الخارجية المتعددة للسياسيين والتمسك بالمناصب لأشخاص يعانون من "الأنا" القاتلة.

سينتهي العدوان ويبقى الحال العربي على حاله من إنكسار إلى هوان غير مسبوقين في التاريخ العربي في ظل فشل الدول العربية وشعوبها في إلتقاط أي من إشارات الحرية والوحدة وبناء المواقف المشتركة، في مجالات الدفاع المشترك والوحدة الاقتصادية وهذان أمران من المحرمات ولا يمكن للعرب الوصول إليهما بسهولة كون ثمنهما غالٍ ونفيس، فالقواعد والبوارج الأمريكية والغربية في المنطقة العربية لن تسمح تحت أي ذريعة بأي إتفاقات عربية شمولية ولا حتى تقارب من أي نوع، كما لن تستطيع أي دولة في ظل الهيمنة الأمريكية الكاملة على المنطقة من مهاجمة الكيان، ليسير العرب صوب المزيد من المهانة السياسية والتبعية الاقتصادية وفقدان شامل للقرارات الوطنية.

في اليوم الأول لنهاية العدوان وامتداد اليد الاسرائيلية لغزة كما تفعل في الضفة، وفي ظل أجواء المهانة المخيمة على أمة من محيطها الهادر لخليجها الثائر بعد أن حقق الاسرائيليين الغرض من معاهدة أوسلو باختراقهم للدول العربية مستغلين تراجع الموقعين عليها من أبناء القضية الفلسطينية عن حقوقهم وثوابتهم التاريخية التي كان المساس بأي جزء منها يعتبر من المحرمات، لتصل السياسة الاسرائيلية لاتفاقات مع العرب دون أن تكون القضية المركزية جزء منها، وهو ما يعني ان القضية الفلسطينية خارج حسابات المعاهدات العربية الاسرائيلية، لتصبح اليد الاسرائيلية أطول إذ لا ضير عند بعض العرب من سيطرة الاسرائيليين الكُلي على فلسطين والتراجع عن إنشاء الدولة الفلسطينية لأنهم وقعوا في أسر الاتفاقات مع الاسرائيليين.

وفي اليوم الأول بعد نهاية العدوان سيعلن البيت الأبيض من جديد أهمية حماية الكيان وأن أمنه من أمن الولايات المتحدة، لذا لن يسمح البيت الأبيض بأي انتصار على الكيان مهما كان نوعه سياسياً أو عسكرياً ، وستقف أوروبا موحدة خلف الكيان متناسية شلالات الدماء والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، ليعود الاسرائيليين أقوى والدعم الغربي بزخم أكثر، ففي اليوم الأول سيتم شطب جميع تهم الإبادة الجماعية عن القوات الاسرائيلية كما ويتم تهديد جميع القوى التي وجهت ضربات صاروخية للكيان، فالمستقبل واضح في ظل حاضر كسير لا يوجد فيه ما يدلل على إجماع عربي أو نصف إجماع.

آخر الكلام:

في اليوم الأول بعد نهاية العدوان سنستعيد كلمات شاعر فلسطين محمود درويش حين قال:
ستنتهي الحرب، ويتصافح القادة
وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد
وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب
وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل
لا أعلم من باع الوطن
ولكنني رأيت من دفع الثمن.

عذراً درويش ففي غزة لم يبقى أحد ينتظر أحد، فاستشهدت العجوز قبل أن يصلها خبر استشهاد إبنها، والفتاة لم تنظر طويلاً فقد اغتالها قناص كاره للحب حجب عنها لقاء زوجها الحبيب، وتعانق الأطفال ووالدهم البطل في قبر جماعي، أما من قبضوا الثمن فهم في مأمن ولا يجرؤ أحد على محاسبتهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :