ما قاله الملك للرئيس الأميركي !
أ.د.فيصل الرفوع
23-05-2011 06:29 PM
المتابع لنتائج الزيارة الملكية لواشنطن، 17-19/5/2011، وما تمخضت عنه سيجد انها ذات ُبعدين: قومي ووطني. فما تحدث عنه جلالة الملك، سواء في لقاء القمة مع الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما أو من خلال لقاءات جلالته مع وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون، ووزير الدفاع روبرت غيتس وباقي أعضاء وفاعلي الإدارة الأميركية ورؤساء اللجان الدائمة في مجلسي الشيوخ والنواب وأعضائهما، ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك، بالإضافة إلى الجلسة الحوارية في معهد بروكنجز مع عدد من القيادات الإعلامية والفكرية والسياسية في الولايات المتحدة الأميركية. كانت مطالب عربية قومية. وحتى ما تعلق منها بالاردن لم يخرج عن كونه بحثا عن بناء أردن اقوى وامتن ليكون جاهزا في سبيل خدمة الامة ومنعتها.
لقد جاءت نتائج الزيارات لتصب في الانجاز العربي العام ولما فيه مصلحة العروبة، فاول ما بحثه جلالة الملك مع الرئيس الأميركي هو القضية الفلسطينية وتداعيات الاوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني سياسيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا،
حيث ركز الملك على قضية الحل النهائي محاولاً قدر إستطاعته، ان يستدير بالموقف الأميركي الذي ما زال لم يلق رضا العرب. كما تمكن جلالته ان يلتقط كل الخيوط الايجابية وان يشكل منها مجدولا قويا ربط فيه كل القضايا الاخرى، واوثق بها كل المخرجات، وما كان يمكن ان يقود الى الفشل تم تطويعه الى حالة من النجاح والتوفيق غير المسبوقة.
لم يكتف جلالته بذلك بل انتزع من القيادة الأميركية اقرارا بارسال ما يطمئن الاخوة الفلسطينيين، مع تضمين ذلك الالتزام الأميركي بالسلام وفتح الحوار معهم. إن هذا وحده يشكل انعطافا كبيرا في العلاقة الصعبة بين الولايات المتحدة والقضية الفلسطينية. وقد استطاع جلالة الملك ان يأخذ بالعملية التحاورية هذه إلى مدارج واسعة من الامكانات والتوقعات الايجابية. وهذا ما كان واضحاً في خطاب الرئيس الأميركي حول « سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» يوم الخميس 19/5/2011.
كما طالب جلالته وبكل وضوح ومباشرة بضرورة اقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967، وأكد على ان ذلك هو فقط الذي يحقق الامن والاستقرار للمنطقة، واورد بكل شفافية الالتزام الدولي بأسس مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام وبتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بذلك. هذا هو الاردن صوت عال لحقوق الوطن والعروبة.
ان استجلاء سريعا وعاما لمجمل ما دارت حوله النقاشات مع القيادة الأميركية يدل وبكل وضوح على ان جلالة الملك قد افرد مساحات واسعة من لقائه لتثبيت الحق القومي ولتحقيق مصالح الامة، واعطى جل اهتمامه للحديث عن القضية الفلسطينية. كما لم ينسَ الملك التأكيد، وأمام الرئيس الأميركي، على حق الشعب العربي في الحياة الكريمة المقرونة بالحرية والديمقراطية والإصلاح والمشاركة السياسية.ل{اي
أما على المستوى الوطني الأردني، فقد كانت العملية الإصلاحية، بشقيها السياسي والإقتصادي، بالإضافة إلى ما يعانية الأردن من مشاكل إقتصادية ومالية ومحاولة الحصول على المزيد من الدعم المالي والإقتصادي الأميركي على رأس سلم أولويات الملك في لقائه مع الإدارة الأميركية.
لقد حاول الملك إيصال العديد من الرسائل المهمة للإدارة الأميركية، والتي قطعاً تسهم في عالم «شرق أوسطي» آمن ومستقر ومتطور. ومن هنا فقد رأينا إن جلالته قد احيط بكل احترام وتقدير من لدن «مستضيفيه»، لأن العالم لا يحترم الا من كان صادقاً مع شعبه وأميناً على مصالحه.
alrfouh@hotmail.com
أ. د. فيصل الرفوع
الرأي