facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين الميدان وجيب المواطن .. هل تملك الحكومة مفتاح الثقة؟!


محمود الدباس - ابو الليث
24-10-2024 06:39 PM

إن المتتبع لحكومة الدكتور جعفر حسان.. يرى تحركاً مختلفاً عن سابقاتها.. فقد بدا واضحاً من أول يوم.. أن الحكومة تسعى لتقديم نفسها كفريق ميداني يلتصق بالواقع.. ولا يكتفي بالنظريات أو التوجيهات المكتبية.. فالحكومة تتحرك في المواقع التي تشهد حاجة المواطن الملحة.. وتحاول بعناية رسم صورة جديدة للحكومة أمام الأردني.. تلك الصورة التي أرهقتها حكومات سابقة بتراكماتها.. الوعود التي سمعها المواطن.. دون أن يلمس أثرا لها.. والأزمات المتتالية التي زادت من ضيق الحال..

لكن.. السؤال الذي يطرح نفسه.. هل تكفي هذه التحركات الميدانية.. لتغيير الصورة الذهنية المتراكمة في أذهاننا عن الحكومات؟!.. وهل سيكون لهذا الوجود الميداني.. أثر حقيقي على الاقتصاد الأردني.. وعلى حجم الاستثمار الذي نأمل أن يتعافى ويكبر؟!.. وهل ستُترجم هذه الجولات إلى قرارات حاسمة.. وسريعة يشعر بها المواطن على أرض الواقع.. وليس فقط تُروى في الإعلام؟!..

المواطن الأردني.. بما يمتاز به من انتماء صادق.. كان دوما على استعداد لإعطاء الفرصة لأي حكومة جديدة.. يفتح لها قلبه ويستمع.. يدرك حجم التحديات التي تواجه بلده.. ويعلم بأن الأردن لا يمتلك موارد ضخمة.. ولكنه يعرف في الوقت ذاته.. أن هناك إمكانيات هائلة غير مستغلة.. وأن الأردن بحكم موقعه الجيوسياسي.. واتفاقاته الدولية.. ووجود طاقات شبابية ماهرة.. قادر على أن يكون لاعباً اقتصاديا مؤثراً.. وليس مجرد متلقٍ للأزمات..

من هنا.. فإن هذه الحكومة أمام امتحان حقيقي.. فالمواطن الأردني الذي يحمل في داخله كل هذا الأمل.. لم يعد يقبل بالوعود المكررة.. ولم يعد يسعه أن يضع المزيد منها في عقله المثقل بالأزمات والاحلام بالأيام الجميلة.. يريد أفعالا حقيقية.. يريد أن يرى فرقاً بين ما تقوله الحكومة وما تفعله.. يريد أن يشهد تغييراً ملموساً.. بين "حكومة حسان".. والحكومات السابقة.. ولا يريد تكرار نفس السيناريوهات المألوفة.. يريد تقارباً فعلياً مع حكومته.. بدون فجوات أو جسور وهمية.. يريد أن تكون حكومته مستمعة بحق.. مفتوحة الأبواب.. وليس مجرد حضور ميداني.. مليء بالاستماع.. وخالياً من الإصغاء..

ولعل بارقة الأمل التي لمسها المواطن في الاستجابة للمطالبة منذ زمن.. بالإعلان عن موقع إلكتروني.. يُظهر سير العمل في المشاريع الحكومية.. هي خطوة إيجابية.. قد تُعيد جزءاً من الثقة المفقودة.. إلا أن التحدي الحقيقي.. يكمن في الحوكمة والشفافية.. فهل سيكون هذا الموقع مقياساً حقيقياً لأداء الحكومة؟!.. أم مجرد واجهة أخرى.. تُعدَل بياناتها حسب الأهواء والمصالح والحاجة؟!..

إن الأردني.. بانتمائه ونخوته وعفته.. لم يكن يوماً يبحث عن شيء.. سوى العيش بكرامة فوق أرضه.. فهو مستعد لأن يبذل كل شيء لأجل وطنه.. ولكن في المقابل.. يأمل أن تُقابل تضحياته هذه.. بمسؤولية حقيقية من حكومته.. لا أن تُستغل سماته كمدخل للنيل من جيبه أو كرامته..

من هنا نقول.. إن "حكومة حسان" اليوم أمام فرصة تاريخية.. لتغيير الصورة النمطية.. ولكن يبقى الأمل مشوبا بالترقب.. فحتى نرى تغييراً جذرياً وملموساً على حياة المواطن ومعيشته.. سيظل هذا الأمل معلقاً.. بانتظار الأفعال التي تتحدث.. فالأفعال دوما.. أقوى من الأقوال..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :