أسس لنا الهاشميون وطناً أبياً، وحموه بسياسة حصيفة وجهد لا ينقطع، وحافظوا عليه كريماً آمناً مستقراً ختم مئوية وبدأ بالثانية رافع الرأس ثابت الجذور مطمئناً بعهد القائد له في يوبيله الفضي (عهدي لكم أن يبقى الأردن حراً عزيزاً كريماً آمناً مطمئناً).

ولطالما بادل الأردنيون قيادتهم الهاشمية على الدوام ثقة بثقة وحباً بحب وساروا من خلفهم مؤمنين بقيادتهم داعمين لها كل الدعم معتزين بشرعية قيادتهم في كل مناسبة مؤكدين على وحدة وطنية راسخة تتجلى بأعظم صورها عندما يحتاجهم الوطن، مجددين البيعة للقيادة في كل مناسبة وطنية كما رأيناهم مؤخراً يستقبلون ملكهم في كل محافظات المملكة بمناسبة يوبيله الفضي بجماهير حاشده يملؤها إعتزاز صادق وتأييد عز نظيره.

اليوم يوم الأردنيين للوقوف مع أردنهم وقيادتهم أمام هجمة مجرمة بدأت بإبادة جماعية لأهلنا في غزه على مرأى العالم كله بدوله ومؤسساته وقوانينه ومحاكمه، ووسعت عدوانيتها إلى شعب لبنان الشقيق تحت إعلان مفتوح ومباشر من رئيس وزراء الكيان برسم شرق أوسط جديد يلبي له أحلامه التوسعية المريضة لإنهاء قضية فلسطين وشعبها وإستعداداً لموجات توسع احتلالية قادمة بدعم غربي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

اليوم يوم الأردنيين للوقوف مع الوطن والقيادة صفاً واحداً كما وقفوا دائماً نسيجاً وطنياً متماسكاً حيث أوطان العرب في عين العاصفة برسم التقسيم في ظل دعوات احتلالية مكشوفة لإبادة جماعية للشعب الفلسطيني الصامد على أرضه وبسعي لا لبس فيه لإرهابه وتهجيره ودفعه بعيداً عن وطنه المُغتصب والإدعاء بوطن بديل له حسب ما تتصوره مخيلة الكيان البائسة.

خطابنا لمن يترصدون لمواقف الأردن وقيادته وتهيئ لهم مرابط ولاءاتهم خارج الوطن أو مصادر شحنهم الداخلية أو غيظهم من الوطن وحسدهم له بعد أن ثبت وإستقر وأمن وإطمأن بينما ذهبت الرياح بأنظمة عاثت بواقع ومستقبل أوطانها فحولتها إلى دول فاشلة، نقول لكل هؤلاء ليس أمام رهانكم غير الفشل والخذلان الذي سبق وأن ذقتوه ولا زلتم قائمين عليه ولسوف تحملونه معكم إلى المستقبل هذا إن بقي لكم مستقبل.

وأختم بأن الأردن وقيادته قد نذرا نفسيهما لفلسطين وهما على العهد باقون ويقودون اليوم الموقف السياسي والدبلوماسي والإغاثي الداعم لشعب فلسطين كما هو موقفها دوماً دعماً مباشراً لأهلنا في فلسطين وإسناداً لمقاومتهم البطولية.