من اجل توزيع عادل للسالمونيلا
سليمان القبيلات
12-08-2007 03:00 AM
رغم كونه جنة الفقراء وعدواهم الا ان الانتظار يفضي عادة الى صفعة. اما المحظوظ منهم فيلوذ بلا تردد بسيخ لحمة مثير للشهية ليكون مآله بعد سويعات إما الى مستشفى او المغادرة نهائيا متدثرا قماشه الأبيض على يد سالمونيلا "أبدعت" أخيراً في تأديب هؤلاء الواهنة. لا يُفك اسر الفقير من انتظاره الطويل على خشبة خلاص نهائي الا بموت يوفر له سلاما روحيا رغم كونه صفعة ابدية قاسية تشبه الى حد بعيد جهاز تحكم بمفاتيح الحياة التي يمسك بتلابيبها فقر يتدثر بوعي زائف لواقع مريض .
الموت بالسالمونيلا قصة تكثف في طياتها ثقلا وجدانياً هائلاً لأمل واهم بنفض الغبار عن المسكوت عنه او السهل الممتنع بكيمياء الفقر ولغته. اما مفردة هذا الموت فتتسع فضاءاتها لغوص لا أجدني قادرا على تمخير عبابه خشية عواقب تفضي الى تأويلات تشبه في نواتجها وضع قنبلة موقوتة في زحام آمن.
"السالمونيلا" فصل من دراما يجهد الحواة دوما الى جعلها أمراً مسكوتا عنه وحديثا مؤجلا الى آفاق لا تبدو قريبة . وهي رغم كونها جرثومة الا انها تشبه وثيقة محملة بعذابات الفقراء اليومية. تنشغل السالمونيلا الجبارة في تطويع طروحاتهما لتجيء على مقاس ناس العدم المشحونين بغيظ سرمدي الشكل سجالي المضمون.
يصر مخرج السالمونيلا وكاتب دراميتها على ان تمزج مشاهدها آهات الناس في مسرح رحب لتضيع أصداؤهم فيه فتتلاشى لديهم الرؤيا والرؤية.
في "السالمونيلا" مشاهد تحتمل وتجمع بين السخرية والجد فضلا عن مفارقات تسجل نبض الناس وترصده في سجالات تعصف بنفوس ميتة وعقول بليدة وارواح ليس لها علاقة بالحياة. بكلمة لا تكون \"السالمونيلا الا حيث يتخدر الزمن ويتحنط اهله الذين يتجرعون مرارة وأملا لا يدعوهم مطلقا الى مغادرة صومعة واقعهم واغلاله المتكلسة على ايديهم.
يقترح صديق اضافة السالمونيلا قاهرة الوعود بشاورما آمنة للفقراء الى قائمة امراضهم بعدما ثبت انها جرثومة خبيثة المرامي والمقاصد في استهدافها اردنيين دون سواهم، وترصدها للفقراء واحيائهم بجاحفل جيوشها الجرارة لتطيح بمئة شخص في عين الباشا اضافة الى العشرات قبلا في الرصيفة ومادبا.
ويطالب الحكومة اذا ما فشلت في احباط جهود هذه الجرثومة الخبيثة ان تعمل اقلها على اعادة توزيع محلات الشاورما خصوصا ذات النوع الرديء في الاحياء جميعها، لتشمل المترفين ونصير "في الهواء سواء"، فنحصل على توزيع عادل حتى في السالمونيلا .
muleih@hotmail.com