facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المحوران الإسرائيلي والإيراني: الأول لا ينتصر والثاني لا ينكسر!


د.أحمد بطاح
23-10-2024 12:33 PM

من الواضح تماماً أنّ هناك محورين يتصارعان في المنطقة حالياً الأول هو المحور الإسرائيلي وهو مدعوم بالقوى الغربية وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية، والثاني المحور الإيراني (أو ما يُسمى بمحور الممانعة والمقاومة) وهو مُكوّن أساساً من إيران وله تحالفاته (أو أذرعه إن شئت) في الإقليم وهما أساساً حماس في فلسطين، وحزب الله في لبنان، وأنصار الله الحوثيين في اليمن، وما يسمى "بالمقاومة الإسلامية" في العراق وهي غير ذات وزن مؤثر في المعادلة الإقليمية.

إنّ المعارك الدائرة الآن والتي بدأت "بطوفان الاقصى" في السابع من أكتوبر استدعت من كل طرف أن يحدّد أهدافه القصوى وهي في حالة المحور الإسرائيلي القضاء على حماس وبقية فصائل المقاومة في غزة خصوصاً وفلسطين عموماً، واستعادة "الرهائن"، وضمان ألّا يُشكِّل قطاع غزة خطراً مُستقبلياً عليها، وقد أضافت إلى هذه الأهداف مؤخراً إعادة سكان المستوطنات في شمال إسرائيل إلى أماكن سكناهم بعد أن نزحوا عنها إلى الجنوب بفعل الحرب، وبعبارة أخرى فإنّ إسرائيل ترمي من وراء حربها الحالية إلى تغيير الواقع الأمني المحيط بها والذي يعني استئصال قوى المقاومة المعادية لها: حماس من قطاع غزة، وحزب الله من جنوب لبنان، وضرب الحوثيين في اليمن، واستطراداً ضرب إيران نفسها كراعية لهذا المحور.

أمّا المحور الإيراني (محور الممانعة والمقاومة) فإنه يهدف إلى الحيلولة دون انتصار إسرائيل وتحقيقها لأهدافها، وبمعنى آخر الإبقاء على حماس كفصيل مُقاوم مُسلح يدير شؤون قطاع غزة ولو جزئياً حتى في اليوم التالي للحرب، والإبقاء على حزب الله كتنظيم مسلح رادع لإسرائيل على الحدود، ومشارك بفعالية في الحياة السياسية اللبنانية، وديمومة الفصائل المسلحة على وضعها المقاوم وبالذات أنصار الله في اليمن، والأهم من ذلك كله ضمان استمرارية إيران كقوة إقليمية لها تأثير على ما يجري في المنطقة، وينعكس منطقياً على مفاوضاتها مع الدول الكبرى (5 + 1) بشأن البرنامج النووي الإيراني وغيره من قضايا عالقة بين إيران والقوى الغربية بشكل عام.

ولكن لِمَنْ ستكون الغَلَبة؟ من الذي يُمكن أن ينتصر في مثل هذه المواجهة الشرسة الدائرة حالياً في الإقليم؟ إنّ قراءَة استشرافية لمخرجات هذا الصراع المحتدم تشير بوضوح الى ان المحور الاسرائيلي لن ينتصر، وأن المحور الإيراني لن ينكسر، ولعلّ هذا الاستنتاج يستند إلى جملة حقائق موضوعية متعلقة بكلا المحورين:

أولاً: فيما يتعلق بالمحور الاسرائيلي:
من الواضح ان هذا المحور وبرغم الخسائر الهائلة التي الحقها بأعدائه في غزه ولبنان واليمن وعلى راسها اغتيال قادتهم ذوي الرمزية المهمة كحسن نصر الله في لبنان ويحيى السنوار في غزة إلا أنه لم يستطع تحقيق أهدافه لأنه يخوض معركة ضد تنظيمات مسلحة، ومدربة جيداً، وذات إيمان عميق بقضيتها، ناهيك عن حاضنة اجتماعية لا يمكنها أن تتخلى عنها، ويُضاف إلى ذلك الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي يتكبدها (تَرَاجع التصنيف الائتماني لإسرائيل مؤخراً)، وبدء إدراك العالم بأن إسرائيل ترتكب مجازر وتمارس فضائع يجب أن تتوقف ولا يمكن أن تقبُّلها بعد الآن. إنّ إسرائيل نجحت بالفعل في تحجيم قوة حماس عسكرياً، وكذلك فيما يتعلق بحزب الله في لبنان، ولكنها لم تنجح حتى بعد مرور سنة في استعادة "رهائنها" كما لم تنجح في تحريض الحاضنة الاجتماعية لا في غزة ولا في لبنان على قوى المقاومة، وهي ما زالت عاجزة عن الإجابة عن السؤال المتعلق باليوم التالي للحرب في غزة، ومن الواضح أنها لم تتمكن من إرجاع مستوطنيها الذين أجلتهم إلى الجنوب إلى مواقع سكناهم السابقة في الشمال. وباختصار لقد حققت إسرائيل بعض النجاحات التكتيكية لا شك في ذلك، ولكنها بالقطع لم تحقق ويبدو أنها -في ظل المعطيات الموضوعية الحالية- لن تحقق ما يسميه نتنياهو "النصر المطلق"!.

ثانياً: فيما يتعلق بالمحور الإيراني:
إنّ استراتيجية هذا المحور قائمة على الصمود والمقاومة وإلحاق الخسائر بالخصم وهذه في الواقع هي استراتيجية فصائل المقاومة في كل مكان إذْ إنّ شعارها (إذا لم ينتصر الجيش النظامي الذي تواجهه فأنت تنتصر)، وعلى هذا الأساس فإنّ صمود حماس في غزة، وصمود حزب الله في لبنان وكذلك "المقاومة الاسلامية" في العراق، والحوثيين في اليمن هو انتصار حيث حالت هذه الفصائل دون تحقيق إسرائيل لأهدافها التي أشرنا إليها آنفاً. أمّا بالنسبة لإيران بالذات فإننا يجب أن نلاحظ أنها لم تكن ترغب في دخول الحرب مباشرهً وذلك نظراً لمعاناتها الاقتصادية بسبب العقوبات "القصوى" الغربية، وخوفها على برنامجها النووي ولكنها اضطرت إلى أن تضرب إسرائيل مرتين بالصواريخ البالستية والمسيرات انتقاماً لضرب قنصليتها في دمشق، واغتيال إسماعيل هنية في عاصمتها طهران، وهي الآن تنتظر ضربة إسرائيلية مقابلة تستعد للرد عليها، غير أن من الواضح تماماً أن هذه الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران سوف تظل في "حدودها" حيث تحرص الولايات المتحدة على "ضبط" المنطقة وعدم السماح بتدحرج الأحداث فيها إلى حرب إقليمية شاملة تضر بأمريكا ومصالحها الموزعة في كافة الأرجاء وبالذات في هذه السنة الانتخابية حيث من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 05/11/2024.

وفي المُحصّلة فليس من المُتوقّع أن ينتصر المحور الإسرائيلي للأسباب والمبررات التي أشرنا إليها آنفاً، وليس من المُتوقع أيضًا أن ينهزم (أو ينكسر) المحور الإيراني لأسباب ومبررات مختلفة خاصة بطبيعة هذا المحور والقضايا التي يُدافع عنها.

إنّ النتيجة سوف تكون على الأرجح (لا غالب ولا مغلوب) وسوف يجترح أهل السياسة بعض الحلول التي تحقق لكلٍ بَعَض أهدافه دون أن يشعر بالحرج والمهانة بل قد تمكنه من الادعاء بأنه فاز فعلاً في هذه الحرب التي لا يعرف أحد إلى متى ستستمر!..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :