هل آن الأوان لخروج مهرجان الرمان من عباءة وزارة الزراعة؟
المهندس سالم الخصاونة
23-10-2024 12:15 PM
بعد أكثر من ستة عشر عامًا من النجاحات المستمرة، أصبح مهرجان الرمان في الأردن رمزًا من رموز الزراعة المحلية، حيث يعد نافذة تسويقية مهمة لمزارعي الرمان والمنتجين الريفيين. انطلقت النسخة الأولى من المهرجان برعاية نقابة المهندسين الزراعيين في إربد، وتولت وزارة الزراعة إدارة المهرجان منذ ذلك الحين، تحت قيادات متعددة، بما في ذلك معالي الوزير الحالي خالد الحنيفات.
لقد أثبتت وزارة الزراعة، عبر السنوات، أن مهرجان الرمان ليس مجرد حدث سنوي، بل منصة رائدة تساهم في تعزيز الاقتصاد الزراعي المحلي. تمكنت الوزارة من تطوير المهرجان وتحويله إلى حدث يجذب المزارعين والجمعيات التعاونية، الذين يسعون للمشاركة فيه بفضل الفوائد الكبيرة والعوائد المالية التي يوفرها لهم.
لم يقتصر نجاح المهرجان على تحقيق الأرباح فحسب، بل ساهم أيضًا في إنشاء العديد من الجمعيات التعاونية المتخصصة في زراعة الرمان وغيرها من المنتجات الريفية، التي ساعدت في رفع مستوى الوعي حول جودة المنتجات المحلية وأهمية الزراعة المستدامة. كما ساهمت هذه الجمعيات في تحسين مهارات المزارعين وزيادة قدرتهم على التنافس في السوق.
ومع ذلك، يظل السؤال مطروحًا: هل آن الأوان لتمكين الجمعيات التعاونية والقطاع الخاص من إدارة مهرجان الرمان ومهرجان الزيتون بشكل مستقل؟ بعد كل هذه النجاحات، يبدو أن الجمعيات والمشاركين قد وصلوا إلى مرحلة من التمكين تسمح لهم بتحمل مسؤولية تنظيم هذا الحدث بعيدًا عن الإشراف المباشر لوزارة الزراعة.
تسليم إدارة مهرجان الرمان ومهرجان الزيتون إلى المزارعين والجمعيات لن يكون بمثابة تقليص لدور وزارة الزراعة، بل سيكون خطوة نحو تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص. فقد أظهرت الوزارة، بقيادة معالي الوزير خالد الحنيفات، التزامًا كبيرًا بتطوير القطاع الزراعي، وحققت إنجازات بارزة في دعم المزارعين، ما يجعلها مؤهلة للانتقال إلى مرحلة جديدة من الابتكار والتنمية.
إن تعزيز دور الجمعيات والمزارعين في إدارة المهرجانات سيمنحهم الفرصة لتطوير أفكارهم ومشروعاتهم بطرق إبداعية، مما قد يؤدي إلى تحسين مستوى المهرجانين وتوسيع نطاقهما. في الوقت نفسه، يمكن للوزارة أن تركز جهودها على تطوير مبادرات جديدة تعزز الابتكار في مجالات زراعية أخرى.
في النهاية، يجب أن نعتبر خروج مهرجان الرمان ومهرجان الزيتون من عباءة وزارة الزراعة بداية لمرحلة جديدة من التمكين والإبداع. فالتحول إلى إدارة مستقلة سيمكن المزارعين والمشاركين من استغلال الفرص المتاحة بشكل أفضل، وسيعزز من روح التعاون والابتكار في القطاع الزراعي، مما يجعل من هذين المهرجانين نماذج يحتذى بها في نجاح التعاون بين القطاعين العام والخاص.