تجيب الدبلوماسية الأردنية والجهود الجبّارة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني على كافة الأسئلة بشأن اضطرابات المنطقة، والوصول لحلول عملية تشكّل طوق نجاة لإقليم يقف أمام مهبّ عواصف، ولعالم تدور بوصلة رؤيته دوارا عشوائيا، متخبّطا دون الوصول لمخارج تضع الجميع في دائرة الخطر، وإن كان بعيدا عن الإقليم، فحاله حال القريب من الإقليم، فما يحدث لن تٌحمد عُقباه وعلى مستوى عالمي، في وقت أدار العالم ظهره لخطورة ما يشهد الإقليم وتحديدا حرب الإبادة على أهلنا في غزة.
كثيرة هي الملفات المفصلية التي حملها الأردن، ووضعها على طاولة بحث دولية وإقليمية، مقدّما رؤى عملية وصفها كثيرون بأنها عصا سحرية تحلّ غالبية أزمات وتحديات المرحلة، مبنية في معظمها على الوقف الفوري للحرب على قطاع غزة، وفي ذلك حسم نهائي لكافة أزمات واضطرابات المنطقة، والمرحلة، بجهود دبلوماسية وسياسية وإنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلا، بقيادة حكيمة ورؤية ثاقبة ونموذجية.
الحروب التي تضع الإقليم أمام تحديات حقيقة هي الأخطر تاريخيا، قابلها جهود أردنية في لقاءات واتصالات، وجولات على المستوى العالمي والإقليمي، لم تتوقف منذ السابع من تشرين الأول 2023، وبقيت على ذات الثوابت، وبحزم وأعلى وتيرة، وإصرار على إحقاق السلام، وإنهاء الحرب، برفض وإدانة ومطالبات لعدم امتداد هذه الحرب لتصل للبنان الشقيق، ما يجعل منها جهودا هي الأقوى والأكثر عزيمة وإصرارا، والأعلى والأجرأ صوتا.
ليس استعراضا لحجم الدبلوماسية والجهود السياسية الأردنية، بقدر ما هي قراءة ما بين سطور هذه الجهود الاستثنائية، العظيمة، التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني دون توقف للحظة عن إطفاء نيران حرب الإبادة في غزة، بسعي عملي، يتضمن جهودا عبقرية ورؤى حكيمة وسعي لنُصرة الأهل في غزة، بمتابعة شخصية من جلالته بما في ذلك المساعي الإنسانية وارسال المساعدات، ما أريد قوله إن الأردن يقود جهودا جبّارة لوقف الحرب، بصيغة عملية، تغيب عنها الآمال أو التعبير الكلامي عن رفض ما يحدث، فكانت مواقف الأردن هي الأكثر جرأة.
بالأمس، عقد جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، لقاء تناول أبرز تطورات المنطقة، وفي مقدمتها الأوضاع في غزة والضفة الغربية، واليوم يصل إلى عمان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وهي الجهود السياسية والدبلوماسية الأحدث للأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لتكمل عمّان حراكا لم يهدأ منذ أكثر من عام لوقف الحرب على غزة، وانهائها، ووقف الحرب على لبنان، في حين يقف كثيرون مكتوفي الأيدي تجاه ما يحدث وكأن الأمر في كوكب آخر، أو أن الحرب على كائنات ليست بشرية، بصمت غريب ومستهجن ومستنكر، يذهب به البعض حدّ التأييد لإسرائيل بكل ما تقوم به من جرائم!.
رفض ويرفض وسيرفض الأردن بوضوح ومجاهرة ما تقوم به إسرائيل في غزة، والضفة والقدس، بجرأة استثنائية، وحزم لم تعتد عليه إسرائيل، ودون توقف، وصولا لنُصرة الأشقاء في غزة ولبنان، بتكاتف مع الأشقاء العرب، ومحاولات مع الأصدقاء، بجهود يرى بها الفلسطينيون أنها الأكثر حسما وعملية.
بات الحديث عن استنهاض المجتمع الدولي لوقف الحرب، مهترئا، وضعيفا، فمن غير المعقول أن يبقى الصمت يسيطر على المشهد، وإغماض العين عن حرب إبادة مستمرة لأكثر من عام على شعب بريء، وعلى بقعة جغرافية استوعبت حربا وأسلحة لم تستخدم بتاريخ البشرية، لكن لا بد من بقاء الصوت عاليا نُصرة لغزة وفلسطين، والانصات لصوت الأردن الذي حتما سيقود لإنصاف الفلسطينيين.
الدستور