مع إنعقاد إجتماع دول بريكس اليوم في مدينة قازان الروسية حيث ستناقش دول الأعضاء الحاليين كيفية التخلص من الدولار في التعاملات التجارية بين أعضاء مجموعة بريكس العشرة، وخصوصا التعاملات النفطية وذلك بالذهاب بعيدا إلى التكنولوجيا المالية او ما يعرف بالفنتك Fentech،وهذا الإجراء سيحرر هذه الدول من التعامل بالدولار وكذلك طريقة الدفع السويفت Swift،مع إزدياد عدد الدول التي ترغب في الدخول إلى بريكس أو كانت قد قدمت طلب الإنضمام مسبقا ليصل إلى 47 دولة.

إن التخلص من التعاملات في الدولار سوف يقلص من الاحتياطي العالمي له حيث وصل ما بين 55% -58%،بعدما كان 72%عام 2002،حيث تأثر هذا الإحتياطي بسبب التوترات الجيوسياسية والتنافس الإقتصادي وما تبعها من إجراءات بين الغرب من جهة وبين روسيا والصين من جهة أخرى والتي بدأت بالقيود الأمريكية المشددة على الصين خلال فترة رئاسة ترامب ، وأخيرا إحتجاز الولايات المتحدة لأصول روسية والتي تقدر ب300مليار دولار بعد الحرب على أوكرانيا.

ما هي التكنولوجيا المالية التي سيوصي بريكس بإستخدامها في إجتماعهم؟ للإجابة على هذا السؤال يجب توضيح هذه التكنولوجيا، بإختصار شديد هي البرامج وتطبيقات الهاتف المحمول والكمبيوتر وأي تقنيات أخرى التي تم إنشاؤها لتحسين وأتمتة الأنماط التقليدية للتمويل والتبادلات التجارية بين الشركات وتعاملات المستهلكين ، والتي تشمل كل شيء من تطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول والكمبيوتر من خلال الإنترنت المباشرة إلى شبكات سلسلة الكتل او ما يعرف بلوك تشين المعقدةBlockchain التي تضم معاملات مشفرة، والبلوك تشين هي تقنية تسمح بالمعاملات اللامركزية دون مشاركة أي جهة حكومية أو منظمة أخرى تابعة لجهة خارجية،وخصوصا إذا دعمت بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتقليل التكاليف التشغيلية وزيادة القيمة المقدمة للعملاء واكتشاف الاحتيال.

لذلك من خلال العملات الرقمية بيتكوين والإيثيريوم Bitcoin وEthereum وغيرها من العملات المشفرة الشائعة ستستخدم تقنية Blockchain لمعالجة المعاملات وتسجيلها بشكل آمن، لتتيح هذه التكنولوجيا ضمان الشفافية وحماية المعلومات المالية وهوية المشترين والبائعين للعملات المشفرة.

من خلال التوضيح للتكنولوجيا المالية والتي ستوصي بإستخدامها دول مجموعة بريكس من خلال العملات الرقمية المشفرة بإستخدام البلوكتشين ستتم التبادلات التجارية بين هذه الدول ومن أهمها التبادلات النفطية كما ذكرنا سابقا،وعندها سيقل التعامل في الدولار وتقل معلومات مراقبة الحركات العالمية التجارية وغير التجارية من خلال السويفت،مما يضعف أيضا المعلومات المتوفرة عن كل ما يتعلق بأدوات التمويل والسيولة والدفع بين الدول وخصوصا بريكس والتي ستنفصل بإتباعها هذا الإجراء عن الغرب،إضافة إلى عدم القدرة على إستخدام هذه المعلومات لتخدم الجوانب السياسية والعسكرية الغربية،كبيع السلاح بين هذه الدول،والمشاريع الإستراتيجية بينها وكذلك دعم الدول ذات الصراع المباشر مع الغرب وغير ذلك من تبادلات مالية بإستخدام التكنولوجيا المالية.

* خبير إقتصادي