facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"مدار الكلب" قصص تروي حكايات عن الكائنات كلّها لإسماعيل يبرير


22-10-2024 05:39 PM

صدرت المجموعة القصصيّة الجديدة للروائي الجزائري إسماعيل يبرير "مدار الكلب" عن دار صفصافة للنشر بالقاهرة، وهي المجموعة التي اشتغل فيها الكاتب على مدار 112 صفحة على ابتكار عوالم متقاطعة حول الإنسان وقيمه الجمالية والأخلاقية وأسئلته الوجودية، حيث تقوم الحكايات على مشاهدات للحيوانات وتحكى على لسان بعضها، كما تستنطق الكائنات مثل الأشجار والورق وغيرها.

تكوّنت المجموعة من تسع قصص توزّعت بين ضميري المتكلم والمخاطب، وهي: "الطاحونة"، "محفل الممكن"، "الفأر الذّهبي"، "رجل في الرّابعة مساء أو صباحا"، قبّعة الغريب"، "إنقاذ الشجرة المخطوفة"، عازف الورق"، "عائلة بيتشو الشريدة"، "التباس ألماني"، وفي أغلب القصص يوجد مساحة للألفة بين الإنسان والحيوان وبين محيطه، حيث يتحوّل الصراع حول الفضاء والوقت والمصير إلى حالة دائمة. وتقوم القصص على اختبار الحالات النفسيّة لشخوصها، حيث تتأمّل العلاقات الإنسانية، وكيف ينظر الناس إلى بعضهم وما يدور في الدّواخل، وعلى عادة الكتابة عند يبرير تم إفراد مساحة مهمّة للحبّ والتسامح والحوار.

وجاء في عتبة المجموعة مقولة "ثمّة دائما كلب في الحكاية!" وهو ما يتحقّق عبر النصوص التي تستضيف كلابا في أدوار مختلفة، فيما يشبه تحوّلات هذا الكائن الذي يعيش مع الإنسان، وهي مقولة تحمل رمزيّة لما تحتمله القصص من قراءات، ولا تخلو المجموعة من طرح أوهام بشرية مكرّسة نحو الحيوان أو نحو بعض، ويبرز في القصص الثنائيات المدروسة بدقّة بين الفأر والقط والشيخ والعجوز وغيرهما، كما يمكن العثور على السلحفاة والعصفور والنملة والشجرة وحتّى الآلات وكائنات أخرى، كلها في مدار الكلب التي تستثمر أيضا في الحركة.

ودوّن الناشر على ظهر غلاف الإصدار: "في مجموعته القصصية الجديدة، يأخذنا المبدع إسماعيل يبرير في رحلة من نوع خاص، رحلة في مدح الكلاب والبشر والكائنات كلها.
قصص غاية في الصدق، يغوص بنا داخل نفسيات الأبطال، لنراهم في وصف خارجي، وتحليل داخلي، تمكن منه الكاتب في لغة ثرية ووصف يجعلنا نعايش الأحداث كأننا نراها. ينتقل من لسان البشر إلى لسان الحيوان ببساطة وتمكن، دون أن نستشعر غرائبية ما يحدث، كأنه معتاد وتقليدي. نتوقف لنتفكر قليلاً في تلك الدفقات الإنسانية المليئة بالرّهافة، الممزوجة بحب الحيوانات والأشجار والطبيعة، لنخلص لنتيجة واحدة، ألا وهي أن العالم بكل ما يحويه من كائنات هي منظومة واحدة متكاملة،وإن اختلفت فيها أدوارنا."

وتعدّ هذه ثاني مجموعة قصصية للروائي الجزائري إسماعيل يبرير بعد "كأشباح ظريفة تتهامس" التي صدرت قبل ثلاث سنوات، وقد قدّم عديد الأعمال الروائية التي حقّقت انتشارا واسعا في الوطن العربي على غرار "مولى الحيرة" و"وصيّة المعتوه" و"باردة كأنثى" وغيرها، كما عرف بالمساهمة في المسرح والشّعر بأعمال لافتة، وبمشواره الصحفي في الجزائر وخارجها، بالإضافة إلى إنتاجه في المجال ومشاركاته في المجال الأكاديمي والبحثي، وقد حاز إسماعيل يبرير عدة جوائز أدبيّة محلية وعربيّة في الرّواية والمسرح.

تتوفر المجموعة في صالون الجزائر الدولي للكتاب شهر نوفمبر المقبل، وفي مواعيد الكتاب ومعارض الكتاب الدولية العربية.



مقطع من قصة "الطّاحونة" من مجموعة "مدار الكلب"

ليست شهيرة وحدها من افتُتنَ بجاك منذ حلّ بالحيّ، فقد كان وافدا مختلفا وغريبا، ولقلّة ما يفد الغرباء صار محطّ اهتمام الجميع بين مبالغ في التّرحيب به ومفرط في الحذر منه، أمّا هي فما فتئت تنظر إليه من نافذة صغيرة في الطّابق الثّالث، هناك حيث غرفة القيلولة التي اتّخذها جدّها أبو هلال الحدّاد، كانت النّافذة شبه سريّة، فأغلب من يسكن الحيّ لم ينتبه إلى وجودها بسبب ضمورها وصغرها، وقد صُمّمت لتمنع دخول الشّمس والضّوء، وتسرّب قليلا من الهواء، وتطلّ كعين سريّةٍ على باحة الحيّ، فتراقبُ طاحونة المكّي وحانوت العجوز فريحة الفارغ وورشة أبو هلال التي لم تعد تُفتح منذ سنوات. بدا جاك من تلك النّافذة أشبه ببطلٍ خُرافيّ يتمظهر بجلوسه ووقوفه وتدخينه وحركاته الفاتنة، كانت زاوية مثاليّة وأسطوريّة لمشاهدته، وقد ظلّ نجمه في صعودٍ حتّى اجتمعت حولهُ عصبةٌ من الأطفال المنصرفين عن الطّفولة بالتدخين وبعض اللّحية الندية والصّوت الخشن، وخلال ذلك كان يفتح كتابا سريّا بغلافٍ جلديٍّ ويقرأ منه حكاياتٍ ساحرةٍ تجعلهم يُدمنون الجلوسَ إليه، بينما يتبادلون نظراتِ الدّهشة والإعجاب، كان حاسماً وصارماً، فكثيرًا ما يقفُ موقفَ غضب حين يحاول أحدهم أن يكسّر قانونهُ باللّجوء إليه خارج ساعة المحفل.

جاء من مكان مجهولٍ، ونزل كأنّه السيّد، في تصوّرها هبط من كوّةٍ أُغلقت بعده. وهكذا تفاجأ النّاس برجلٍ طويلٍ بلباس راعي بقر، وشعرٍ منسدلٍ وملامح حادّةٍ يُشغّل طاحونة المكّي رحمه الله، هكذا ودون تمهيد انخرطَ في الحيّ، وراح يدخّن بشراهةٍ ويتأمّل المكان وأزقّته التي تبتلع المارّين، في البداية استهجنه الجميع، لكنهم تبادلوا التحايا تدريجيا مع الرّجل الغريب، ثمّ تردّدوا على الطّاحونة بالبنّ والقمح والشّعير على عادتهم في عهد المكّي، ثمّ صاروا يصغون إلى كلامه ويعملون بتوجيهاته، كان لديه سطوة ساحر على القلوب، ولم تعد أمامه إلا عقبة العجوز فريحة التي تحدجهُ بحقد غير مفهوم، والشيخ أبو هلال الذي تجنّبه منذ البداية، ولو أنّه يحظى بقبول هذين العجوزين يصبح لديه الإجماع المطلق.













  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :