لا تزال الأيام تذكرنا بماض لا نريد أن نتذكره ورغم أن البعض من تفاصيله تحمل لنا الحياة، الا أن البعض الآخر جعل من التراكمات حمل ثقيل يصعب علينا التعايش معه.
كم هي الأيام صعبة، كم نحن بحاجة أن تأخذ الحياة حملها عنا، لم نعد نبحث عما نطمح إليه، لسنا بحاجة إلا أن يُعاد لقلوبنا السلام الذي افتقدناه منذ سنوات طويلة. كم تمنيت منذ الصغر أن نحقق أحلاماً كنا نرسم تفاصيلها بدقة، إلا بعد أن كبرنا أدركنا أن الأحلام لم تعد قادرة على تقديم ما شئنا، أحلام أعلنت استسلامها، وأعلنت بداخلنا الخيبة واليأس.
لم أعد اليوم أطمح لشيء إلا أن تُعاد أبواب الهجرة لتطرق أبوابنا من جديد، الهجرة التي كانت الحياة التي أعطتنا أكثر مما كنا نستحق. الهجرة، رغم ألمها، لكنها كانت قادرة على إعادة البعض مما افتقدته أرواحنا. أصبح الواقع هو من يتحدث لنا أننا بحاجة إلى مفارقة كل شيء كان قادراً على سلبنا، وأن نعالج ألم أرواحنا الذي نتج عن أنين الليل وأرقه. أصبحنا بحاجة إلى أن نعيش الحياة التي نستحقها، أو أنه كُتب علينا أن نعيش كذلك.
بين ليالي واقعنا المرير، وبين ليالي أكتوبر الباردة، وأرق الليل، وألم الصباح، نكتب عن هذا الواقع ونكتب عن المعاناة الحقيقية التي أرهقت الجميع لأجلها، أرهقت قلوب الآباء والأمهات على أبنائهم، وأرهقت تفكير الشباب من واقع الحياة التي أصبحت مصدراً للقلق على المستقبل البعيد الذي ينظرون إليه من مثقاب الأمل المفقود.
كم تمنيت دوماً أن نرى الأذن السامعة لمطالب الشباب، وكم تمنيت يوماً أن نرى الجميع لا يشكو من حال الواقع المعيشي. هل حقاً كتب علينا أن نعيش هذا الواقع، وأن الأمل أصبح معدوماً؟ أحياناً يبدو أن التغيير بعيد المنال، لكن يجب أن نتذكر أن الأمل لا يموت. يمكننا أن نكون صوت التغيير، ونعمل بجد لتحقيق أحلامنا. يجب أن نتكاتف ونتعاون لنصنع واقعاً أفضل لأنفسنا وللأجيال القادمة.
لم نعد نرى من ينادي بالشباب إلا الأحزاب ليكونوا الرقم الذي يُضاف إلى قوائمهم دون أي فائدة. أصبحنا نتغنى بالشباب رغم أن واقعهم أصبح من الفئات المهمشة.
كم تمنيت أن تعيد لنا الحياة القليل من حقوقنا، وأن نرى الأجيال القادمة تعيش في عالم أفضل، خالٍ من الظلم والتمييز، وان نستعد لإطلاق أحلامنا من جديد، لنرسم مستقبلًا مشرقًا قادرًا على تحقيق الأمل الذي نطمح إليه جميعًا...
كان الله بعون الجميع