لا للإستقواء على الدولة الأردنية
د. سامي المجالي
22-10-2024 02:07 PM
يسعى كيان الاحتلال بمحاولاته المستمرة لإستهداف الأردن، ووضعه في مواجهة العاصفة التي تسيطر على المنطقة. والبحث عن أية ذريعة لتنفيذ مخططاته، وتحقيق أهدافه، وممارسة سياساته الهمجية.
والأردن بمواقفه التاريخية المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، وبفضل بوصلته السياسية والدبلوماسية المتزنة، ودوره الوطني والقومي والإنساني، أصبح محجّاً لدول العالم بكافة أطيافها وتصنيفاتها ومستوياتها، ولفت الأنظار بمواقفه الصلبة تجاه القضية الفلسطينية (القضية المركزية الأولى)، متسمة بالحكمة، والعقلانية، والاتزان والمصداقية، مستلهماً ذلك من توجيهات جلالة الملك -حفظه الله وأعز ملكه -والتي جعلت من الأردن بلد الأمن والأمان وإلاستقرار. منفتحاً على كافة أطياف المجتمع، مفسحاً المجال للأحزاب والتيارات المختلفة للمشاركة في منظومة التحديث السياسي، ودمجهم في الإطار الوطني دون استثناء.
والإنتخابات النيابية الأخيرة ونتائجها خير شاهد على ذلك. وفي ظل ما يشهده الإقليم من أزمات وصراعات واضطرابات متلاحقة، وما يسير اليه نحو منزلق خطير، وما تقوم به إسرائيل من دفع المنطقة برمتها الى هاوية حرب إقليمية؛ فنحن بأمس الحاجة الى ان يكون نسيجنا الوطني اكثر قوة، وأكثر تماسكاً، وان نقف صفاً واحداً مع قيادتنا الهاشمية الحكيمة في وجه كل المؤامرات والأطماع الخارجية- من أي مصدر كان- وألا نكون حبيسي أفكار وتوجهات خارج السياق الوطني، ووضع الأردن في المواجهة دون أي إعتبار، ومنح دولة الاحتلال مبرراً لأن تمارس مخططاتها وعدوانيتها.
فلا يستطيع أحد أن يزاود على الدولة الأردنية بدورها التاريخي إزاء القضية الفلسطينية، ولا يجوز لأحد أن يستقوي على الأردن، ولا يجوز له ان يكون نداً للدولة. وان يضع نفسه خارج إطارها، فتحرير فلسطين لا يكون بالشعارات، ولا بالوصاية الخارجية. فنحن لانملك الوقت الآن للمناكفات، ولا لتبادل الإتهامات والتراشق بالمزايدات. فأمن الأردن واستقراره هو غايتنا وفوق كل اعتبار، وكأني بالدولة تردد ما قاله الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا.