الحقائق الراسخة عن الموقف الاردني
فيصل تايه
22-10-2024 12:00 PM
بالعودة إلى الحقائق الراسخة في خطابٌنا الأخلاقي والإنساني والقانوني الموجه لنصرة الاهل في فلسطين ، والذي ينبعث من خلال موقفنا الأردني الرسمي والشعبي الثابت الذي يعيد باستمرار توجيه البوصلة نحو فلسطين وشعبها ، لاننا الأقرب إلى نبض الشعب الفلسطيني وقضيته ، لذلك فان موقفنا موقف جامع متحد وواضح خلف الموقف المتقدم والطليعي الذي يقوده جلالة الملك لوقف الحرب ، ولكشف الجرائم التي تقترف بحق الأهل في غزة ، ما يزيد تمسكنا بالقضية المحورية والمركزية ، فنحن شعب نحمل الإيمان والصدق والوفاء الحقيقي لهذه القضية العادلة من منطلق إيماني في نصرة الحق والوقوف مع الحق ضد الباطل ، بكل زيفه وحيله وتآمره .
يجب ان نعي تماماً ان "الموقف الأردني" هو سياق متكامل من المواقف المعلنة التي يرافقها فعل سياسي ودبلوماسي مثابر ودؤوب ، موقف يمثل صوت "الحكمة والعقل" الذي يستمع اليه العالم ، فمن الملاحظ ان لغة التصعيد الحكيمة المتنامية والدالة على الموقف القوي الراسخ تجاه القضية الفلسطينية تمثل موقف طليعي يقوده جلالة الملك ، فقد مثّل رسائل قوية وواضحة في مخاطبة المجتمع الدولي لنصرة الشعب العربي الفلسطيني ، رغم التحديات والموقف اللانسانية والتطبيق الانتقائي للقانون الدولي ، وتغييب حقوق الإنسان ، وان استمرار هذه الكارثة الإنسانية سيدفع منطقتنا إلى الهاوية .
إن الثقة والعزيمة التي يمتلكها الاردنيون "ابناء الشعب الواحد" تترجم بمواقف صلبة نصرة للقضية الفلسطينية ، فقد عبر شعبنا الاردني بوضوح عن القيم النبيلة المتجسدة في ضمير كل الأردنيين الذين قدموا دروساَ عظيمة في نصرة الأهل في الضفة الغربية وغزة ، لقناعتهم ان الموقف الاردني الرسمي والشعبي موقف يقترن ويتكامل مع صمود الشعب الفلسطيني ، فالمسؤولية الوطنية والتاريخية تحتم علينا القيام بواجبنا وتَحَمُّل مسؤولياتنا الوطنية والدينية والإنسانية بمساندة الشعب الفلسطيني ونصرته والسعي لتعرية الكيان الصهيوني الغاصب ، فالاردن ومرجعياته الوطنية الجامعة وفي طليعتها مؤسسة العرش ، ستبقى العضد والسند التاريخي لنصرة الشعب الفلسطيني .
اننا الآن ، وفي ظل الاوضاع الراهنة لا بد من ضرورة توحيد الجهود لدعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم ، فان ذلك يتطلب من الجميع الحرص واليقظة ، والعمل على تمتين الجبهة الداخلية لتفويت الفرصة على محاولات البعض زرع الفتنه داخل الصف الوطني ، وبعثرة الجهد الوطني لوقف العدوان الاسرائيلي وجرائم الحرب التي يرتكبها بحق شعبنا الفلسطيني ، ويجب التنبه لأصحاب الأجندات المشبوه والطابور الخامس الذي يبثُّ الأكاذيب والإشاعات، ويحاول إثارة الفِتن وحرف البوصلة عن العدوان الاسرائيلي وتوجيهها للداخل الاردني ، فتلك محاولات بائسة لاضعاف جبهتنا الداخلية ، والتنبه من محاولات البعض العبث بامننا واستقرارنا ، بل يجب تعرية المغرضين المشككين بمواقف الأردن والتي لا يحق لأحد المزاودة عليها ، فمن واجبنا أن نتصدَّى لهم جميعاً بكلِّ حزم .
وأخيراً ، فاننا ونحن نشهد تكاثف وتماسك وتعاضد ابناء الشعب الواحد وثبات مواقفهم وتوجهاتهم وأهدافهم في مشهد يجسد التعبير والتضامن مع أهلنا في غزَّة والضِّفة الغربيَّة ، وبحرية سقفها السماء أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم وجرائمه البشعة ، نرفض المس بالثوابت الاردنيه خاصة ما يتعلق منها بفرض التهجير القسري أو النزوح الداخلي على الفلسطينيين ومقولة "الوطن البديل" ، ونؤكد دائما ان ذلك يمثل جريمة حرب وهو امر مرفوض ولن نقبل به .
نسأل الله العلي القدير أن يرحم الشهداء ، وان ينصر كفاح الشعب العربي الفلسطيني ، ونسأله تعالى أن يحفظ الأردن آمنا مستقراً ، ويحميه أرضآ وملكآ وشعبآ من كل مكروه ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار ، وأن يظل الأردن أرض الشموخ المكلل بغار الكبرياء و الإباء أمد الدهر .