facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب وجودية !


أحمد ذيبان
22-10-2024 10:46 AM

كنا نظن أن دولة الاحتلال تعتمد على الحروب الخاطفة مع العرب ، قياسا على الحروب السابقة التي شنتها اسرائيل ضد العديد من الدول العربية ، لكن الحرب المشتعلة مع الكيان على جبهات عديدة منذ أكثر من عام ، وفي مقدمتها جبهة غزة أثبتت أن هذا الكيان قادر على التعايش مع حرب طويلة ، أو أن النتائج الميدانية في العمليات العسكرية على الأرض، أجبرت هذا الكيان على تعديل استراتيجياته في مختلف المجالات !.

وهذا تطور خطير بالنسبة للأطراف العربية المنخرطة في حروب مع العدو ، ذلك أن العدو أصبح يستطيع تحمل الخسائر البشرية في ضباطه وجنوده ، كما يتضح من خلال مجريات الحرب في الميدان، وربما يلجأ الى تجنيد مرتزقة كما تشير بعض التقارير ، كما أنه يستطيع تحمل الخسائر في المعدات " الدبابات والاليات المدرعة والمدافع وغيرها "، فضلا عن قدرته على تحمل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن شل الحياة الطبيعية ، بسبب استدعاء الاحتياط الذي يشكل عناصره عصب الاقتصاد في مختلف القطاعات . مع ملاحظة أن حجم الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي بلغ حوالي 500 مليار دولار في عام2022 ، وهو رقم يعادل حجم الناتج المحلي الاجمالي لدول عربية عديدة ، ويتوقع أن يسجل خلال عام 2024 أحد أضعف معدلاته ، دون أن ننسى أن الداعم الرئيسي لهذا الكيان ، هو الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية ، بكل ما تملكه من امكانات عسكرية واقتصادية وتكنولوجية ومالية هائلة !.

كل الأطراف الرئيسية المنخرطة في هذا الحرب ، باتت تشعر أنها حرب وجودية بالنسبة لها ، فدولة الاحتلال تعتبر أنها اذا خسرت الحرب ، فانها مهددة بشكل جدي في وجودها ، وعليه فانه يصبح من السهل ، على أي قوة مسلحة أو فصيل مقاوم أو ميليشيا ، استهدافها بسهولة وربما يؤدي ذلك الى انهيار الكيان الصهيوني ، وعليه فان دولة الاحتلال مصرة على الاستمرار في هذه الحرب المتعددة الجبهات حتى النهاية ، سواء بتحقيق نصر حاسم ، أو تسجيل انجازات عسكرية متراكمة مثل عمليات الاغتيال ، والقصف الجوي الرهيب الذي يحول غزة ولبنان الى أرض محروقة ، فضلا عن مفاقمة الوضع الانساني من خلال استمرار عمليات النزوح الجماعي في غزة ولبنان ، واجبار النازحين على البحث عن ملاجيء ايواء جماعي في ظروف انسانية بائسة، وانتظار تلقي المساعدات الاغاثية القادمة من الخارج وسط انتشار الامراض والاوبئة !.

وحركة حماس من جانبها باتت مقتنعة ، بأن الحرب التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى" ، تعتبر وجودية بالنسبة لها ، بمعنى أن انتهاء الحرب باعلان اسرائيل انتصارها ، يعني أن نهاية الحركة كجهة حاكمة في قطاع غزة ، فضلا عن الخسائر الكبيرة التي أصابت جناحها العسكري " كتائب القسام" وهي خسائر غير معروفة ، بالاضافة الى الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية الأساسية ومفاقمة المعاناة الانسانية ، زد على ذلك عمليات الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال وجهاز الموساد ، وكان أخرها قتل الشهيد يحى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وسبقه اغتيال سلفه اسماعيل هنية في طهران ، وقبل ذلك اغتيال نائب صالح العاروري نائب هنية في بيروت ، لكن تبقى حركة حماس فكرة قابلة للتجدد .

وبالتأكيد فان حزب الله يشعر أكثر من أي وقت مضى ، بأن مصيره مهدد بشكل جدي بعد فتحه جبهة اسناد قطاع غزة في 8 اكتوبر عام 2023 ، في اليوم التالي لتنفيذ عملية "طوفان الاقصى "، لكن النتائج بدت مختلفة عن شعار" اسناد غزة " ، حيث واصلت اسرائيل عملية تدمير القطاع بشكل ممنهج ، وسط جدل ساخن بين القوى والاحزاب اللبنانية ، حول جدوى فتح جبهة اسناد غزة دون استشارة الاطراف اللبنانية ، بعد ان اتسع نفوذ حزب الله داخل لبنان ، الى درجة أنه أصبح يتحكم بمفاصل الدولة .

فبعد مسلسل الاغتيالات التي نفذتها اسرائيل ، واستهدفت قياداته السياسية والعسكرية من الصفين الاول والثاني، التي طالت رأس الهرم أمين عام الحزب حسن نصرالله ، واسرائيل لا تخفي أهدافها في هذا الشأن وأهمها تفكيك الجناح العسكري للحزب ونزع سلاحه ، وأقلها تراجعه الى شمال نهر الليطاني ، بعد أن أصبح الحزب أقوى عسكريا من الدولة والجيش اللبناني .

والمفارقة أن كل من حزب الله وحركة حماس يطالبان بوقف اطلاق النار ، فيما تصر اسرائيل على مواصلة الحرب حتى النهاية !.

Theban100@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :