دعم مبادئ التكافل والتضامن الإنساني العالمي هو أحد الأسس التي قامت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي شكل مبدأ العون الإنساني العربي والإسلامي والعالمي صميم رؤيته الحكيمة وروحه الطيبة لمفهوم الخير العام وإغاثة المحتاج وجبر الخواطر، وهو ما شكل نهجا متكاملا سارت عليه الدولة في سياساتها الخارجية جيلا بعد جيل حتى يومنا هذا.
وترجمة لهذا الالتزام الأصيل، بزغ ذراع الدولة الإنسانية الريادية، والمتمثلة في الهلال الأحمر الإماراتي، ليشكل امتدادا حيا لتلك الرؤية الإنسانية النبيلة. فهذه الهيئة، التي تأسست قبل ما يزيد على أربعة عقود، تعمل على مدار الساعة لتقديم مختلف أشكال الغوث الإنساني في شتى بقاع العالم، حتى أضحت منارة تتجلى فيها القيم الإماراتية العربية الإسلامية الأصيلة.
ففي غزة الصمود، ومن خلال حملة «تراحم من أجل غزة»، وفي لبنان، وعبر حملة «الإمارات معك يا لبنان»، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، يقدم الهلال الأحمر الإماراتي النموذج في مد يد العون الإغاثي الغذائي والطبي والإنساني بشتى السبل المتاحة، وباحترافية عالية، واهتمام بأدق التفاصيل، ووفق أفضل الممارسات العالمية في هذا المضمار.
وهذا يؤكد حقيقة أن الهلال الأحمر الإماراتي ليس مجرد هيئة للعمل الخيري، بل هو منظومة عمل متكاملة تترجم فكرا قائما على التزام راسخ بالعطاء والإيثار والشهامة العربية الإسلامية تلبية لنداء الواجب الإنساني كلما اشتعلت الحروب والصراعات وكلما انفجرت الكوارث والنكبات.
بناء الأمل من جديد هو جوهر فلسفة الهلال الأحمر الإماراتي، والأمثلة كثيرة وبالآلاف، وكلها تصب لتحقيق عمل إنساني نبيل المعدن يجسد الدبلوماسية الإنسانية ويجذر العمل التطوعي ويترجم وحدة المصير البشري في أبهى الصور.
عشرات الدول والمناطق في العالم استفادت من عمل فرق الهلال الأحمر الإماراتي، والتي تحرص على تأدية واجبها بمهنية وموضوعية وحيادية تحقيقا لصالح البشرية وخدمة الإنسان بغض النظر عن القومية أو العرق أو الدين، والأمثلة عديدة، ومنها عمليات «الفارس الشهم» الإنسانية.
وفي المحصلة، سيستمر الهلال الأحمر الإماراتي في حمل رسالة الدولة الإنسانية، تجسيدا لما زرعه الراحل الكبير، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من نهج تسير عليه الأجيال ترجمة لقوله المأثور: «إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها، يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا». وقد كان كذلك حقا، وما يزال.
الغد