الاستعدادات و التحضيرات التي يجريها الكيان الصهيوني لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران تجري على قدم و ساق و تأخذ منحىً تصاعدياً فيما يبدو أن العد التنازلي لهذه الضربة يتناسب طرديا مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع عقدها في الخامس من تشرين الثاني / نوفمبر القادم .
اختيار توقيت العدوان الصهيوني ليتناسب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية و محاولة التأثير عليها بشكل ما أو بآخر واستغلال هذا الظرف الحساس في بلاد العم سام لابتزاز الإدارة الديمقراطية في واشنطن و الحصول على دعمها لعملية عسكرية يصعب التكهن بحجمها و مستواها و ردود الأفعال عليها يشير إلى ترجيح كفة أن تسبق هذه الانتخابات العتيدة المرتقبة بأيام أو ربما ساعات قليلة على غرار ما حدث في حزيران / يونيو من العام 1981 ، عندما شن حكام تل أبيب غارة جوية مفاجئة على مفاعل تموز النووي العراقي في منطقة التويثة إلى الجنوب من العاصمة العراقية بغداد قبيل ساعات ليس الا من إجراء انتخابات الكنيست الصهيوني .
الغارة الجوية الصهيونية على مفاعل تموز النووي العراقي سمحت في حينها لحزب التكتل الليكود اليميني المتطرف الحاكم في الدويلة العبرية المسخ من الفوز بفارق مقعد واحد فقط على حزب العمل المعارض و بدا أن اختيار توقيت هذا العدوان قد اختير للتأثير على اتجاهات الرأي العام داخل الكيان الغاصب لفلسطين العروبة ، و هو ما نجح فيه بالفعل رئيس وزراء الكيان الغاصب آنذاك مناحيم بيغن بامتياز .
لقد نجح العدو الصهيوني قبل أكثر من ثلاثة و أربعين عاما في استغلال انشغال العراق جمجمة العرب في حربه مع جارته إيران للقيام بعدوانه السافر على مفاعل تموز النووي العراقي في منتهى السرية و التكتم و لكنه اليوم يجاهر بنواياه العدوانية على رؤوس الأشهاد و يعلن رغبته في توجيه ضربة انتقامية لإيران عقابا لها على الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته في غرة تشرين اول / اكتوبر الحالي على مواقع عسكرية داخل فلسطين المحتلة ، فهل من سبيل إلى إيقاف حكومة اليمين المتطرف في الكيان الغاصب عن مسلسل الارهاب و الإجرام بحق البشرية جمعاء و لوقف التصعيد الجنوني الذي يذهب بسائر المنطقة نحو جحيم مستعر لا قِبل لأحدٍ بتحمل عواقبه و تبعاته المدمرة .