مع الدولة وضد ضجيج المنافقين
يحيى الحموري
21-10-2024 06:32 PM
في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخنا، تتحدث الدولة بصوتٍ ثابتٍ وسردٍ محكمٍ حول ما يجري في المنطقة، مُعبرة عن رؤيةٍ متينة تعكس مصالح الشعب وتطلعاته. لكن ما يؤسف له حقاً، الأصوات التي تُرفع دفاعاً بغير وجه حق عن الدولة. أصوات وأبواق المنافقين وكُتَّاب المغلفات الذين يريدون الفتنة ، أصواتٌ تجتمع تحت مظلةٍ من الانتهازية، ووجوهٍ تتسابق للتلون بألوان المصالح الشخصية، متاجرةً بقضايا الأمة، ومتسلقةً على أكتاف الشعب بوقاحةٍ لا تعرف لها حدوداً.
كيف لنا أن نثق بمن باعوا ضمائرهم وأخلاقهم؟ هؤلاء الذين لا يحملون في رؤوسهم سوى الفراغ الفكري، ولا في قلوبهم سوى الطمع الجشع. هم ليسوا سوى تجار كلامٍ رخيص، يبيعون الأوهام، ويدغدغون عواطف البسطاء بأحاديثٍ ملفقة، مفضوحين في خبثهم. أولئك الذين يحاولون تمزيق نسيج مجتمعنا الأردني المتين، يستغلون نقاط الضعف ويتسللون في الظلام كالسارقين، غير مبالين بأخلاقيات أو مبادئ.
يا لهم من منافقين! يتحدثون عن الوطنية والشرف، لكنهم في أعماقهم يعيشون على هامش الخيانة والانحطاط. هؤلاء ليسوا سوى عارٍ على الوطن، يستحقون الإهانة والازدراء. من أجل حفنةٍ من المكاسب، يبيعون كل شيء: الكرامة، الشرف، والمبادئ. يا لهم من ضعفاء النفوس، لا يُعتمد عليهم في ساعة الجد، ولا يؤتمنون على أي قضيةٍ نبيلة.
إن الأردن أكبر من هؤلاء الأقزام الذين يحاولون النيل منه. نسيجه أقوى من أن يُمزق بأيديهم القذرة، وعزيمته لا تُكسر بمحاولاتهم الدنيئة. فليعلموا أن صوت الحق أقوى من ضجيجهم، وأن عزيمة الأوفياء للوطن أسمى من مؤامراتهم.