-أنطونيو الأسمر - مدير عام كريم رايدز في الأردن، الإمارات العربية المتحدة، الكويت والمغرب

عمون - لطالما كان لقطاع نقل الركاب دوراً أساسياً في إنجاح العملية التنموية الشاملة وتعزيزها، لما له من أهمية في تمكين الناس من التنقل بسهولة في مدنهم وحولها سواءً للذهاب للعمل، للدراسة أو لزيارة العائلة والأصدقاء، وبالتالي دعم النشاط الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب تحسين حياة الناس اليومية. وبالنظر إلى ذلك، فإن إيجاد حل جذري لتسهيل التنقلات المريحة والموثوقة، تطلب إدخال نموذج مبتكر يتوافق مع احتياجات وتطلعات الناس المتغيرة.

في العام 2015، كانت البداية الحقيقية لتجربة جديدة في كيفية التنقل في الأردن من مكان إلى آخر، وذلك عندما أطلقت كريم خدمات النقل التشاركي باستخدام التكنولوجيا و عبر تطبيقٍ ذكي في المملكة للمرة الأولى.

استندت الشركة إلى تطبيق "كريم" والذي ابتدأ في الإمارات منذ العام 2012 بفكرة بسيطة وهدف تسهيل حياة الناس عبر تقديم حلول مبتكرة للتنقل، والذي يتميز بنموه عبر المنطقة عبر تقديم خدمات تماشي الاحتياجات المحلية اليومية للتنقل في المدن وحولها. ومع التوسع إلى الأردن، تعاونت الشركة مع الجهات المختصة لتهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية مناسبة وداعمة، مما مكنها من أن تصبح أول تطبيق مسجل ومعتمد لطلب وحجز الرحلات في الأردن. وعبر هذه الخطوة التي نقلت "كريم" من خلالها التجربة من الإمارات إلى الأردن، تم تكييف الخدمات المقدمة لتناسب احتياجات التنقل المحلية، مما جعل تجربة التنقل اليومية أكثر سلاسة وموثوقية من أي وقت مضى؛ حيث بات بإمكان المستخدمين طلب وحجز الرحلات بخطوات بسيطة من أي مكان داخل المملكة عبر التطبيق، مما ساهم في تقديم تجربة تنقل يومية موثوقة وسهلة أكثر من أي وقت مضى.
بدأت الشركة بتقديم خدماتها في عمّان، وسرعان ما توسعت لتغطي اليوم إربد، والزرقاء، والرمثا، إلى جانب العاصمة. وتقدم "كريم" خدمات نقل تشاركي بفئات متنوعة لتلبية مختلف الاحتياجات وتوفير الوقت والجهد، مثل: الرحلات من وإلى المطار، ورحلات الدرجة الاقتصادية، وخدمة الرحلات، بالإضافة لرحلات الفئة التوفيرية وفئة التاكسي، فضلاً عن باقات مخصصة لرحلات الموظفين، لا تتأثر بعامل الذروة أو تقلبات الأسعار.

التأثير الاجتماعي والاقتصادي المستدام
لم يكن تأثير "كريم" مقتصراً على توفير حل مبتكر سهل للتنقل، بل انعكس أيضاً على تنويع مصادر الدخل التي أتيحت للأردنيين والأردنيات، والمساهمة بتوفير عشرات الآلاف من الفرص الاقتصادية المرنة لآلاف من الكباتن، وهو ما يعني توفر مصدر دخل إضافي لعدد كبير من العائلات. في نفس السياق، ساهمت الشركة خاصة في ظل توسع خدماتها، بتوفير فرص العمل في مجالات متعددة من وظائف إدارية، إلى الوظائف في مراكز الاتصال وخدمة العملاء وتطوير التكنولوجيا وإدارة البيانات وتحليلها، مما عزز من فرص العمل في المملكة وساهم في تعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي.

الاستثمار في دعم الكباتن
استثمرت "كريم" في تطوير مهارات الكباتن من خلال برامج تثقيفية وتهيئية متنوعة تهدف لتعزيز كفاءتهم وجاهزيتهم للقيادة على التطبيق. إلى جانب ذلك، نشّط عمل الشركة العديد من القطاعات المساندة كما دعم القطاعات الاقتصادية المختلفة كقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وغيره من القطاعات التجارية التي تتعاون الشركة مع المؤسسات العاملة ضمنها لتقديم العديد من المزايا للكباتن، بما في ذلك المزايا التي تقلل عليهم تكاليف التشغيل خاصة من حيث تمويل سياراتهم وصيانتها، والمزايا التي تقدم لهم على شكل عروض وخصومات من شبكة واسعة من مجال الخدمات، الترفيه والطعام.

هذه المساهمات، كان لها انعكاسات إيجابية عديدة، سواء من حيث تخفيف الضغط عن البنية التحتية، ومن حيث دعم الجهود الحكومية على عدة محاور: أولها تطوير قطاع النقل، وأهمها تخطي التحديات التي يواجهها الشباب والمجتمع، وما يترتب عليها من تحديات اجتماعية.

الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية
وباعتبارها تلتزم بالعمل وفقاً للمعايير المحلية ولواجبات مسؤوليتها الاجتماعية، فقد حرصت الشركة ولا تزال على دعم مختلف القطاعات والفئات، من خلال برامج ونشاطات استراتيجيتها للمسؤولية المؤسسية المجتمعية، التي تنفذها إما منفردة أو بالشراكة مع قائمة من منظمات المجتمع المدني الموثوقة، لتعبّر معها عن روح التكافل التي تتمتع بها ولتجسّد ثقافتها المعطاءة في كل المواسم، في الوقت الذي تشرك فيه أبناء المجتمع من عملائها للانخراط في مبادراتها؛ حيث تتيح لهم استخدام منصتها لدعم المحتاجين مع كل رحلة لهم من خلالها.

ولعل الأمثلة كثيرة على نشاطات الشركة المجتمعية والإنسانية، والتي كان من آخرها خدمة "Ramadan" التي أطلقتها الشركة للتنقل خلال رمضان 2024؛ حيث منحت العملاء فرصة التبرع بدينار أردني مع كل رحلة يتم حجزها، فيما قامت الشركة بمطابقتها، لتوفير وجبات للمحتاجين من المستفيدين من خدمات تكية أم علي ضمن برنامج موائد الرحمن، إلى جانب تسهيل تبرع العملاء لصالح البرنامج الأردني لسرطان الثدي، والاحتفاء بمناسبة عيد الأم مع أمهات قرى الأطفال. القائمة تطول وتتنوع، وتشمل على سبيل الذكر الدعم الذي قدمته لمجتمع الرعاية الصحية خلال جائحة كوفيد-19 مع رحلات مخفضة للعاملين في هذا المجال، ما يعكس التزامها بدعم الفئات الأكثر احتياجاً خلال الأزمات.
هذا وتمتلك "كريم رايدز" خططاً طموحة للأعوام المقبلة، لتواصل تنمية أعمالها الأساسية والمجتمعية في الأردن، من خلال تسهيل الوصول إلى خيارات تنقل متنوعة عبر التطبيق، تماشياً لاحتياجات السوق المحلية والعمل على تطويرها باستمرار من خلال التكنولوجيا وتوفير حلول تنقل يومية سهلة وموثوقة حول محافظات المملكة.