في السابع من أكتوبر جرت حماس والمقاومة إسرائيل إلى واحدة من أسوأ الحروب التي خاضتها إسرائيل تحت الارض (حرب الأنفاق) على الإطلاق، وأن الحرب الوحيدة التي يمكن مقارنتها معها هي الحرب العالمية الأولى التي مات فيها عدد لا يحصى من الجنود البريطانيين والالمان وهم يحاولون كشف الأنفاق، ولقد ساهم هذا التكتيك العسكري في أبعاد ونسف حلم تحقيق النصر الإسرائيلي حتى هذة اللحظة.
إن السابع من أكتوبر حطم شعور إسرائيل بالحصانة وسبب في فقدان الشعب الإسرائيلي الثقة في قادتهم السياسية والعسكرية.
وهذا كلة أدى إلى فرض واقع جديد على إسرائيل الذي كشف هشاشه الجيش الإسرائيلي الذي لم يحقق حتى اللحظة أهدافه في غزة، سواء بالقضاء على حماس او عودة الأسرى بعد سنه من الحرب، وايضا كشف عورة الموسسة السياسيه كيف عملت على عدم إلتزام إسرائيل بقرارت محكمة العدل الدولية طوال هذة الحرب واستمرت في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة على نحو متواصل منذ السابع أكتوبر الماضي، في ظل غياب لأي مساءلة حقيقية لإسرائيل على جرائمها، واستمرار الفشل الدولي في حماية الشعب الفلسطيني من جريمة الإبادة الجماعية.
الأمر الآخر وهو بما يتعلق في بنيه حماس وهيكلها التنظيمي، وكيف تستمر حماس؟.
إن حماس لو كانت عُرضة لاستراتيجية قطع الرأس، لربما كانت قد هُزِمَت بالفعل. فقد كانت إسرائيل تغتال زعماء حماس لعقود من الزمان ــ منذ عمليات القتل المبكرة التي استهدفت صانع القنابل يحيى عياش (في عام ١٩٩٦)، ومؤسس حركة حماس أحمد ياسين (في عام ٢٠٠٤)، وخليفته عبد العزيز الرنتيسي (أيضاً في عام ٢٠٠٤) وحتى عمليات القتل الأحدث هذا العام التي استهدفت صالح العاروري، ومروان عيسى، وإسماعيل هنية، ومحمد ضيف، وغيرهم، وصولا لرئيس المكتب السياسي يحيى السنوار، لقد أدى استشهاد العديد من قادة حماس في العام الماضي إلى زيادة مكانة السنوار داخل المجموعة وتعزيز قوته، لذا فقد كان استشهادة بمثابة نقطة تحول في حماس وسيعزز روح المقاومه وسيصبح نموذجا للشباب والأطفال الذين سيواصلون الطريق نحو تحرير فلسطين ولطالما استمر الاحتلال والعدوان فإن المقاومة ستستمر ، وأحد الجوانب المثيرة للاهتمام في عمليه استشهاد السنوار هو أنة لقي حتفه في تبادل إطلاق نار روتيني، وليس قتلًا مستهدفًا، وهي حقيقة من شأنها أن تصقل صورته كمقاتل استشهد إلى جانب قواته ورفاقه وجها لوجه ضد العدو.
والتحدي هنا بطبيعة الحال هو أنه لم يعد هناك من يمكن التفاوض معه على وقف إطلاق النار، ومن خلال استشهاد السنوار، قد تترك بعض الصعوبات، في عملية إتمام تبادل الأسرى لأنه كان "الوحيد في قيادة حماس الذي يحمل أسرار هذا الملف"، بما في ذلك مكان جميع الرهائن.
ربما فشلت إسرائيل ليس فقط في هزيمة حماس، بل إنها زادت من احتمالات عدم وجود خيار أمامها سوى مواصلة حربها المدمرة التي ليس لها هدف استراتيجي في غزة سوى المزيد من قتل الاطفال والنساء وتدمير المستشفيات وكل ما هو قابل للحياة على أرض عزة.
ويبدو أن شقيق السنوار الأصغر محمد على استعداد لتولي دوره، بسبب قربة منه خلال الفترة الماضية.
في الختام يمكن القول ان حماس لم تستسلم لهذا النهج على مدى العقود التي مرت منذ تأسيسها في عام ١٩٨٧، بالتأكيد لن تفعل ذلك الآن، فحماس متمرسة في عملية خلافة القادة، وكان هذا النمط المتكرر هو ما يثبت على قوة التنظيم وتماسكة وإعادة حضورة في معادله الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل أقوى.