الوعي الاجتماعي والمجتمعي في اي دولة في العالم ،يشكل حصانة وحماية امنية للمجتمع بكل اطيافه وفئاته وطبقاته ومشاربه السياسية والفكرية ،ووقاية من اية امراض خارجية قد تتسلل الي الوطن بشكل او بآخر.

نضوج الوعي يظهر ويتجلى اكثر ما يمكن ،عندما تحيط المخاطر بالوطن من مختلف الجوانب وكل الجهات ،ويصبح معرضا لمحاولات الاختراقات الخارجية ،ويتحدد مستوى النضوج الوعيي ،اذا كان الوطن مستهدفا،هنا تظهر الحقيقة والالتزام والانتماء والولاء الوطني الصحيح ،ونضوج الوعي يعني التعامل مع الاحداث بكل تفاصيلها بحكمة وعقلانية ،دون احداث اية انعكاسات او ارتدادات سلبية على الوطن والمواطن ، من حيث الالتزام التام بالثوابت والمباديء الوطنية ،من جهة ، واحتواء كل من ينحرف عن المسار الوطني من جهة اخرى ،بعيدا عن الصدام من اي نوع ،لمنع الفوضى وافشال اي متربص يسعى الى المساس بالامن الوطني.

اسمى وارقى حالات الوطنية ،ان يلتزم الجميع بالقانون والنظام العام والتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة المعنية صاحبة الصلاحيات والمسؤوليات ،والمخولة بالتعامل مع الجميع ، ولا يجوز القفز في اي حال من الاحوال ،عن مؤسسات الدولة المعنية ،ومحاولة التصدي لما يرى كل شخص بعينه وحسب تقييمه الفردي والشخصي ،لانه يري بعين واحدة،وتقديره وتقييمه للامور محدود وضيق جدا، ويبني عليه مواقف خاطئة ويتصرف بشكل خاطيء ،ويتسبب بالاذى والضرر لنفسه ولغيره ،وهو يعتقد انه يفيد الوطن، بينما الدولة ترى بأعين الجميع ،وتقديرها وتقييمها للامور مختلف تماما ،عن اشخاص تأخذهم الحمية لأسباب وطنية محضة، ظنا منهم انهم يفعلون خيرا ،اذ لا يجوز ان يتجاوز اي شخص مؤسسات الدولة ،ويحاول ان يتصدر المشهد،باطلاق التهديدات والتحذيرات للاخرين،هكذا سلوكيات تصب في خانة الاستفزاز وترسيخ الفتنة والانقسام وتفتيت النسيج الوطني والاجتماعي ،وتندرج في اطار وسياق التمرد على القوانين وتلغي دور مؤسسات الدولة وسيادة القانون العام.

الوعي يشكل ارضية صلبة وقاعدة اساسية، لنشر السلم والامن المجتمعي والاستقرار والامان،والحفاط على هذه المكتسبات التي تنظم مسيرة الحياة والعمل والانتاج والنهوض ،والانطلاق نحو مستقبل آمن مبشر بالتطور والازدهار.

الانسان الواعي يحمي نفسه وغيره من اية اندفاعات عاطفية ،وتصرفات غير مدروسة وغير محسوبة النتائج ،كما يحمي نفسه من اية مؤثرات خارجية قد تؤدي به الى الهاوية.

الوعي يعني ان تكون تصرفاتك وسلوكك ايجابية ومفيدة للوطن والمواطن،وان لا ينتج عنها اية اضرار او انعكاسات سلبية على الوطن رسميا وشعبيا.

الوعي يعني ان تتوخى الدقة دائما في ان يكون كل عمل تقوم به ناجحا ونافعا ،لك ولغيرك ،وان يكون له ثمنا مجزيا ومربحا.

الوعي يعني ان تحافظ على الوطن بكل تفاصيله ومفاصله ،وان لا يساهم احد في نشر الفوضى من حيث لا يدري ،نتيجة الوطنية العدمية التي تجعل منه كارها وعدائيا لأبناء وطنه ،علمأ بأنه الاكثر حبا للوطن،لكنه لا يستثمر هذه الصفة الوطنية في احتواء واستقطاب من يعتقد هو انهم غير وطنيين ،بل تصبح الوطنية بالنسبة له سببا واداة للصدام والتفكك الاجتماعي.

الوعي يعني الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتعزيز وتقديس وتمتين الوحدة الوطنية ،بصفتها الدرع الواقي والحامي لسيادة واستقلال الوطن ونهضته وتقدمه وازدهاره.

عندما نتحدث عن الاردن ،فانه مستهدف بكل ما تحمل الكلمة من معنى ،ويتعرض لضغوطات اقليمية ودولية هائلة ، سياسية واقتصادية وحتى دينية ،واستهداف الاردن يعني استهدافنا جميعا ،كل فرد فينا ،والاستهداف لا يفرق بين مواطن واخر ،تماما مثل القنبلة التي تنفجر في مكان عام.

كل هذه الامور تتطلب من كل مواطن ،ان يكون واعيا مدركا متفهما ،لما يدور حوله وما يصدر عنه ،وما قد يتعرض له من تأثيرات خارجية ،وان يضع نصب عينيه دائما مصالحه الشخصية ومصلحة الوطن والشعب.