واشنطن تُصنع وتُصدر الكذب والقتل
صالح الراشد
20-10-2024 11:52 AM
تُصدر الولايات المتحدة سلعتين هما الأبرز في العصر الحالي وتبدع واشنطن في الترويج لهما، وهما سلعتان مرتبطتان سوياً تساند كل منهما الآخرى وهما الكذب والقتل، فأينما تجد أي من البضاعتين الأسوء في العالم تجد بصمات واشنطن أو يدها وربما قدمها وفي الحالة الاسرائيلية نجدها بكامل مقوماتها ومقدراتها تدعمه وتذود عنه وتحميه بكل قواتها، لتكون واشنطن شريك كامل الشراكة في قتل الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين واليمنين والعراقيين في حربهم الحالية ضد العدو المحتل، وقتلت سابقاً المسلمين في أفغانستان وليبيا ودمرت العراق ولم ينجوا من موتها وانقلاباتها إلا من قال الله فيهم: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين).
وللحق والتاريخ ان حجم الكذب وفقدان الأمانة في القول والفعل في واشنطن تعتبر الأضخم في تاريخ البشرية حتى لو عاد ديوجين الكلبي بمصباحه، ووجد نفسه في العاصمة الأمريكية وبدأ لمصباحه البحث عن أمين واحد لما وجد، بل سينفذ وقود المصباح دون أن يتحقق المطلوب، فعاصمة صناعة الخراب والدمار تهل علينا بين كل فينة وأخرى بمبادرة لوقف العدوان على غزة، وفي ذات الوقت تساعد القوات الاسرائيلية في البحث عن حسن نصرالله تارة ويحيى السنوار تارة أخرى حتى تم اغتيالهما، كما ساهمت في اغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث مدبر بأياد اسرائيلية-أمريكية.
فواشنطن صنعت من نفسها قاض وخصم بسبب سياسات الرئيس بايدن المبالغ فيها بدعم الكيان ومنحة تفوق كبير على دول الجوار، وأدار ظهره لجميع المبادرات العربية والدولية لوقف العدوان ومنح القوات الاسرائيلية الوقت الكافي لاغتيال غزة وسكانها، وحاول بايدن الخَرِف أن يجعل من اغتيال السنوار الذي استشهد بطريقة بطولية انتصار لحزبه في الانتخابات التي ستجري في الخامس من الشهر القادم ، لتستفيد كاميلا هاريس من العملية المشتركة بين الكيانين الاسرائيلي والأمريكي في حملتها، لنجد ان الانتخابات في واشنطن وتل آبيب سيتم بنائها على دماء السنوار بحيث يرتدي كل منهم ثوب البطوله فيما السنوار حمل سلاحه وقاتل كالرجال على طريقة أبطال معركة مؤتة، فيما اختبأ السياسيون في الكيانين في غرف محصنة، ليكون الهدف هو المنتصر والقاتل مهزوم .
آخر الكلام:
عاصمة الكذب والخداع لن تبقى على العرش العالمي في ظل تنامي قوى عالمية أخرى تسعى بقوة لإزاحتها بعد ان تحولت لعدو للعالم أجمع، حتى لحلفائها إلا الكيان الثاني القائم في فلسطين مرحلياً ويحلم أن يسير على خطوات الكيان الأول القائم على مجازر الهنود الحمر، فيما الحرب لن تتوقف بعد اغتيال السنوار وهنية ونصر الله إذ يجب أن تنتهي باغتيال نتنياهو.