facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




نموذج فرانكشتاين للقيادة: واقع أم خيال؟


د. ثابت النابلسي
20-10-2024 07:44 AM

تتميز القيادة بمجموعة من الأساليب والمبادئ التي توجه المؤسسات أو الدول نحو تحقيق أهدافها. في هذا السياق، يُعتبر النموذج القيادي إطارًا شاملاً ينظم آلية اتخاذ القرارات، إدارة التغيير، والتعامل مع الأفراد والجماعات. ومع تطور الأبحاث في علم القيادة، أصبحنا نواجه عددًا من النماذج القيادية المختلفة، التي تتأثر بالسياق الاجتماعي والثقافي، وتواجه تحديات وصعوبات متباينة.

وفقًا للعالم جون كوتر (John Kotter)، المتخصص في القيادة والتغيير التنظيمي، فإن القيادة الفعالة تتطلب القدرة على قيادة التغيير من خلال الرؤية الواضحة والتواصل المستمر ،ويؤكد كوتر أن القادة الناجحين هم أولئك الذين يستطيعون تحديد التحديات المستقبلية والتكيف مع التغيير بأسلوب مرن.
هذا المفهوم يتناغم مع فكرة المرونة والتكيف التي نطرحها كأحد أسس نجاح القيادة في مواجهة التحديات وتحقيق الرؤية الاستراتيجية.

من ناحية أخرى، يُشير جيم كولينز (Jim Collins) في كتابه الشهير “من الجيد إلى العظيم” (Good to Great)، إلى أن القادة العظماء هم أولئك الذين يمزجون بين التواضع الشخصي والقوة المهنية، مما يعزز قدرتهم على بناء مؤسسات مستدامة قادرة على النجاح في المدى الطويل. هذه الفكرة تتماشى مع أهمية التمكين والتحفيز في النموذج القيادي الذي نناقشه، حيث إن القائد الناجح لا يكتفي بتحقيق الأهداف، بل يسعى إلى تمكين الأفراد وتحفيزهم ليكونوا جزءًا من النجاح.

إضافة إلى ذلك، أكد بيتر دراكر (Peter Drucker)، المعروف بأعماله في الإدارة والقيادة، على أن القيادة ليست مجرد اتخاذ قرارات حاسمة، بل هي فن توجيه الأفراد وتحفيزهم للوصول إلى النتائج المرجوة. يعزز هذا المفهوم أهمية الشفافية والوضوح في اتخاذ القرارات التي تعتمد على المعلومات الدقيقة والتحليل الشامل، مما يساهم في بناء الثقة بين الأفراد والمؤسسات، وهي أحد الركائز الأساسية التي نطرحها لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

لكن مع كل هذه النماذج المثالية للقيادة، نجد أن هناك نماذج قيادية ظهرت في بعض المجتمعات، والتي يمكن وصفها بأنها نماذج غير متناسقة، أشبه بما يُعرف بـ”نموذج فرانكشتاين”.
هذا النموذج يعكس حالة من جمع الأساليب القيادية المتباينة دون مراعاة للسياق الاجتماعي والثقافي أو التناغم مع احتياجات المؤسسات.
العالم وارن بينيس (Warren Bennis)، الذي يُعتبر أحد رواد دراسات القيادة، يُحذر من هذه الأنماط المشتتة، مشيرًا إلى أن القيادة الفعالة تتطلب توجيهًا واضحًا وتركيزًا على تحقيق الأهداف المشتركة، وليس مجرد تكديس استراتيجيات متناقضة.

في سياق هذه الأفكار، نرى أن القادة الناجحين هم الذين يتبنون نماذج مرنة ومتكاملة، تجمع بين الرؤية الاستراتيجية، التواصل الفعال، والقدرة على التكيف مع التغيرات. لا بد أيضًا من تحفيز الأفراد وتمكينهم، كما أوضح جون ماكسويل (John Maxwell) في كتبه العديدة عن القيادة، حيث أكد أن القائد الحقيقي هو من يرفع الآخرين إلى مستويات أعلى من الأداء والإبداع.

إذن، هل نحن أمام نموذج قيادة جديد، تتجسد فيه عناصر القوة من خلال رؤية مستقبلية واستراتيجية واضحة؟، وهل هذا النموذج يمكنه تجنب فخ “فرانكشتاين” الذي يجمع أشكال القيادة دون انسجام أو تماسك؟، الإجابة تكمن في قدرة القادة على اعتماد نهج شامل، متكيف مع الظروف، ويستند إلى مفاهيم علمية مجربة في مجال القيادة.

ختامًا، يجب على المؤسسات العامة والخاصة أن تدرك أهمية تطوير نموذج قيادي متكامل وجدير بالثقة، مستند إلى النظريات العلمية وأفكار أبرز علماء القيادة، ليكون بوصلة توجه الجميع نحو تحقيق الأهداف المشتركة.

ودمتم قادة المستقبل..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :