«بيان الخفة» والتراجع عنه، يحمل مؤشرات عديدة أبرزها، غلبة الرشد ودور الحكماء والثقلاء في حزب جبهة العمل الإسلامي ( تُقرأ جماعة الإخوان) على المتهورين الخطرين، ليس على الحزب والجماعة فحسب، بل على «الكتلة» أيضًا !!
يحمل «بيان الخفة» اللامسؤول، مؤشرات على انشقاقٍ وانفصالٍ، ونزوعٍ إلى اقتطاع مساحة، وأخذ مركز أعلى جديد، بإغراء الفوز الانتخابي الذي تحقق، هو مركز الشريك في الحكم، لا مركز المشارك في الحياة السياسية !!
ويحمل البيان خطرًا علينا، نحن الذين نطمح إلى تطوير مسيرة التحديث السياسي والديمقراطية في بلادنا الغالية الحبيبة.
ويحمل البيان، حين يشيد بالعملية الانتحارية، استفزازًا وتعبئة وتحريضًا للشباب على المزيد من انتهاك الحدود واختراقها والقيام بعمليات انتحارية ستجر علينا سمعة الفلتان وعدم السيطرة على حدودنا، وهي الأوهام التي تلتقي مع مزاعم الإرهابي نتنياهو وزمرته المذهونة المارقة !!
كما أن تكرارها سيجرنا إلى مواجهة عسكرية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ومَن يقف أمامه وخلفه !!
هذه هي نتيجة المطالبات الملحة المبكرة التي أطلقتها هتافات وبيانات وخطابات الجماعة فوق البكبات لفتح الحدود.
زيّنت تلك المطالبات خرقَ القانون والحدود وانتهاكها، وزج الشابين عامر وحسام في مواجهة هلاك مختلة خاسرة، ليس فيها أي قسط من التكافؤ مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
لن نسبق التحقيقات التي ستكشف تورط أو عدم تورط، مَن في ماذا، ولن نستبعد ان يصنّفكم العالمُ تنظيمًا إرهابيًا !!
يكشف البيان أن اندماج «الجماعة» في النظام السياسي ليس متحققًا بعد، وسيسهم خيلاء الفوز في الانتخابات النيابية، في المزيد من عدم الاندماج، وتلك مسألة أخرى !!
يعلن البيانُ، واحتفالُ الجماعة/ الحزب أمس، للخارج والداخل، بأن الحزب يوشك ان يصبح ضلعًا في محور المقاومة !!
لقد نلتم يا هداكم الله، منبرَ مجلس النواب، أهم وأقوى وأعلى منبر في المجتمع الأردني، بفضل ما سعى الملك إلى إرسائه وتحديثه، وبفضل الانتخابات النيابية التي دق الملك صدره لكفالة نزاهتها.
«خِلْصت الانتخابات»، فلماذا إذن استمرار استغلال واستخدام الشارع، واستمراء جاذبية وسخسخة البكبات ؟!
ألا ترون انكم تأخذوننا إلى الأحكام العرفية؟!
البلد أقوى وأصلب مما يظن المتطرفون الساذجون منكم، فلا تلزونا على الطور !!
"الدستور"