بصراحه نحتاج اليوم ان نشخص مايدور حولنا من احداث متسارعة ببصيرة وابصار ويقظة بعيدا عن الاتهامات والانفعالات والانتقاص من دورنا في مواجهة عدونا واسناد اهلنا في غزة وفلسطين ولبنان ضمن قدراتنا وامكاناتنا ليست الانسانية فحسب بل وبنظرة شاملة لكل التحديات التي تدور حولنا وكذلك قدراتنا السياسية والعسكرية والاقتصادية وتماسك الجبهة الداخلية والتفافها حول مناعة الوطن وحمايته من اي اختراق او تعد او حتى العبث بمشاعر الناس سيما وان الشارع الاردني يحتقن بالغضب على اسرائيل واجرامها بالفلسطينيين ولبنان ودول المنطقة.
الاردن مستهدف نعم مستهدف من اسرائيل التي تريده وطن بديل لتهجير الفلسطينيين ولاجل ذلك ليس ببعيد ان تتعدى اسرائيل على امننا الوطني من خلال سعيها لخلخلة الجبهة الداخلية والتحرش بالمزاج الشعبي الغاضب عليها واستفزازه لاجل خلق بيئة تصادمية بين الموقف الرسمي المدروس بحكمة ودراية لحجم التحديات ومابين الشعب الساخط على اسرائيل والمطالب بالانتقام وحتى شن الحرب على اسرائيل وبالتالي ليس ببعيد عن هذا الكيان المجرم ان يلجأ الى قصف مواقع سيادية لنا على الحدود بحجة الرد على اي تسلل هنا او هناك وبالتالي لن يسمح الاردن ان تضرب اراضيه وسيجد نفسه منزلقا بالحرب التي تدعمها امريكا التي تقف في ظهر اسرائيل.
نعم اسرائيل تريد اشغال الجبهة الوطنية وتقويض القرار السياسي الاردني وارباك امننا الوطني وتشتيت اليقظة العسكرية من خلال تأجيج الاردنيين ليشعلوا الجبهة الداخلية واثارة الغضب على الاجهزة الوطنية الرسمية والقيام باعمال عسكرية فردية ضد اسرائيل والاستفادة منها لكسب التأيد الامريكي والغربي انها محاطة بالاعداء من كل طرف وبالتالي شن حروب مشروعة لها هنا وهناك بحجة حماية امن اسرائيل.
على الاردنيين ان يعلموا ان صيانة امنهم واستقرار وطنهم يتطلب ان يلتفوا حول قرارهم الوطني وامنهم الداخلي لاعطاء الفرصة للاردن ليبقى صامدا قادرا على مد يد العون للاشقاء في فلسطين ولتتركز جهوده الرسمية السياسية والامنية والعسكرية لمراقبة كل تحرك مشبوه لاسرائيل وحلفائها لطالما فتحوا حربا بلا محرمات ولا حدود في المنطقة كلها.
حقيقة هناك صراع دولي ايضا على النفوذ والمصالح في باطن هذا العدوان الاسرائيلي مابين ايران وامريكا والغربيين واسرائيل استفادت من هذا الصراع ان تسعى لتحقيق حلمها التوسعي الجيوسياسي في المنطقة وخلق واقع احتلالي جديد هنا وهناك وعندها سنمضى ١٠٠ عام اخرى من القرارات الاممية الزائفة التي تطالبها بالانسحاب من هذه الارض وتلك والتي لاترتقي عن انها مجرد قرارات تشرعن الاحتلال الاسرائيلي والضحك على الذقن العربي.