facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمن الوطن أرقى أشكال المقاومة


د. أحمد ذوقان الهنداوي
19-10-2024 11:00 AM

بداية، وقبل كل شيء، نترحم على شهدائنا الأبرار، من المدنيين والمقاومين، الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل الله والدفاع عن وطنهم، متحدّين جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتهجير القسري التي تمارسها حكومة الاحتلال الفاشية السادية، حكومة "الدولة المارقة" بلسان اصدقائها قبل اعدائها، المتعطشة للدماء والمهووسة بالقتل والتدمير.

أهداف العدو وأطماعه معروفة ومعلنة: "إعادة تشكيل الشرق الأوسط" والتوسع لتحقيق حلمه بإنشاء "دولته الكبرى" المزعومة. يصرح عنها بصلف ودون أي تردد او خجل، ويعلن أهدافه بوضوح لا تحتاج إلى تحليل أو تأويل او تفسير.. حتى المرشحون للرئاسة في بعض الدول الكبرى تلقوا منه "الدعم" مقدماً، وهم على اتم الاستعداد والجاهزية لمساندته بشكل كامل إذا ما فازوا بالانتخابات.. معلنين عن نواياهم بوضوح مسبقا، ثمنا لل "العربون" الذي تلقوه منه ليقوموا بذلك.

استراتيجية العدو، وسرديته لتحقيق أطماعه، باتت جلية الوضوح.. تبدأ بـ "تهديد أمني"، سواء أكان حقيقياً أو مفتعلاً، من خارج "الحدود" أو من "الداخل"، ويستغل هذا التهديد كذريعة لشن هجماته العدوانية المسعورة.. ورغم أنه لم يك يوما بحاجة للذرائع والمبررات لتبرير جرائمه، إلا أنه يستخدم هذه الذرائع دوما كسردية إعلامية أمام العالم وأمام شعبه، الذي يدفعه باستمرار نحو مزيد من التطرف والعدوانية. لدعم حملاته الإجرامية التوسعية وتبريرها... وفي أقل الأحوال، يستخدم هذه السردية للإضرار بأمن الدول التي يستهدفها، ومحاولة زعزعة استقرارها، ودفعها للتصادم مع حركات وتنظيمات واحزاب تعمل داخلها، سواء أكانت وطنية أو مدفوعة من الخارج، ضمن الصراع/ "التنسيق" الإقليمي السرطاني التوسعي بين قوى الإقليم.

العدو لا يحتاج إلى ذريعة او مبرر لتنفيذ مخططاته، هذا صحيح، ولكنه يستغل الأحداث ويوظفها لصالحه، لدعم سرديته الكاذبة، عبر تضخيمها وتشويهها لتوفير الغطاء والسردية الإعلامية الخارجية والداخلية لتنفيذ أطماعه.

موقف جلالة الملك المعظم ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة هاشم كان موقفاً مشرفاً وشجاعاً. جلالته، صدح وما يزال، وبصوت جهوري واضح وصريح، بموقف الاردن الصلب اتجاه العدوان الغاشم على اهلنا.. نجح من خلاله في تغيير مواقف دول عدة من مؤيدة للعدوان إلى معارضة له، بل وحتى مطالبة بحظر تصدير الأسلحة لدولة الاحتلال ومحاكمة مسؤوليها على جرائمهم.. تحول وتغيير جذري في الموقف الرسمي للعديد من الدول الكبرى كان لمواقف جلالته الصلبة و القوية التأثير الاكبر في تحقيقه.. مما أثار غضب العدو ودفعه لتهديد الأردن، بشكل مباشر وواضح، ملوحاً باتباع نفس النهج الذي اتبعه في غزة ولبنان.. بدأ بضم الضفة الغربية، وتهجير اهلها قسرا وطوعا، تحت هول القتل والذبح والتدمير، إلى الأردن.. ولكن خسيء له ان يفعل ذلك.. وهيهات له أن ينجح به.. "سبابة الملك" في خطابه الأخير امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ولغة جسدة وقوة وصلابة كلمته اوضحت ذلك جليا لمن ما زال يحلم او يخطط لتتفيذ حلمه السادي.

الخطأ الأكبر هو أن ننساق وراء مشاعرنا اتجاه أعمالاً نراها بعواطفنا بطولية مبررة، ولكنها في واقع الحال تخدم سردية العدو، وتعطيه المزيد من الذرائع والمبررات والمصوغات لتنفيذ مخططاته واطماعه.. والخطيئة الكبرى هي أن تظهر بعض القوى والتنظيمات والاحزاب، والممثلة سياسيا في مجلس امة الوطن، بشكل مباشر او ضمني، موقفا يوحي ب"تبنيها" لهذه الاعمال، وان منفيذها من منتسبيهم، مما يشكل تحدياً لسلطة الدولة وسيادتها، وتهديدا لامنها واستقرارها، ومبررا وذريعة للعدو لتنفيذ اطماعه اتجاهها، وورقة إضافية لممارسة مزيد من الضغط الخارجي على الوطن، وهذا ما لا يمكن قبوله او السماح به تحت أي ظرف.

في ظل هذه الأطماع والمخططات العدوانية، تبقى أسمى أشكال المقاومة هي ان نعضد على وطننا بالنواجذ، وان نحافظ على أمنه واستقراره، وان نلتف حول قيادته الحكيمة وجيشه الباسل وأجهزته الأمنية.. فالاردن القوي هو فلسطين قوية.. لا يجب، وبأي شكل من الأشكال، أن نسمح لمشاعرنا، رغم كل الألم والدم والدموع، بالانجراف نحو ما يريده عدونا لنا، بل يجب أن نتمسك بوحدتنا الوطنية ونحمي وطننا وامنه من كل شر..

حفظ الله الأردن عزيزاً، قوياً، ومنيعاً، وحمى شعبه وأرضه وقيادته..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :