حدثت اليوم عمليه التسلل لعنصرين اردنيين حيث اجتازا الحدود الاردنيه مع فلسطين المحتله حيث الكيان الاسرائيلي الغاصب وجرى اشتباك مع قوات الاحتلال اودت بحياة المقتحمين للحدود.

ومهما كانت هذه العمليه في رمزيتها ورغم لهيب المشاعر الشعبية تجاه اي عملية كمثلها فانني اعتقد بان هكذا عمليات قد لا تغني ولا تسمن من جوع في ظل وضع عربي مترهل خانع من المحيط الى الخليج.

فجميعنا نعلم بان الدول العربيه كافه تتسابق نحو استرضاء الكيان الاسرائيلي وامريكا، لا بل نجد الكثير من الدول العربية والخليجية البعيدة في حدودها مع الكيان تتسابق في التطبيع مع الكيان وتقدم له كل التسهيلات السياسيه والاقتصاديه واللوجستيه والاقتصاديه وحتى العسكريه والاستخباراتيه على حساب قضيتنا الاولى فلسطين.

وقد تٌرك الاردن وحيدا في معاناته منذ النكبه مرورا بالنكسه وما تبعها من هجرات لبنانيه وعراقيه وليبيه وسوريه وغير ذلك من الهجرات حيث كان الاردن الملاذ لكل هذه الشعوب العربية في محنهم وازماتهم بينما نجد ان غالبية العرب وقد تنصلوا من تحمل عبء عمليات اللجوء هذه.

ومع تصاعد الاعمال القتاليه في غزه، لم نجد من العربان الا التسابق نحو خدمة واسترضاء الكيان او التسابق نحو مصالح اوطانهم وشعوبهم حتى اصبحت قضيه فلسطين وكانها شيء من الماضي لا تعنيهم ليقع كامل العبء على الاردن الدوله والقياده والشعب والجيش!!.

ان ما قدمه الاردن وما يقدمه للقضيه الفلسطينيه عجز الجميع عن تقديمه حتى من يدعون بانهم اصحاب السلطه الوطنيه الفلسطينيه وبكل اسف.

ان اعمال الاغاثه التي تحدث في غزه ما كانت لتكون لولا قوه الموقف الاردني الداعم للشعب الفلسطيني بينما نجد بقيه العربان بين موقف المتفرج واللامبالاه.

من هنا نقول بان الجيش الاردني يقف ومنذ بدء الاحداث في غزه في حاله استنفار قصوى سبقتها عمليات استنفار على الحدود الشماليه مع سوريا ليستمر العبء وفي تزايد على الجيش والامن وحتى الشعب، الامر الذي ادخل الاردن في دوامه تحمل اعباء مشاكل الغير اينما كانوا.

اليوم نجد الاردن بانه وقد دخل في نفق تراجع اقتصادي يصعب تحمله في الوقت الذي تخلت الدول العربية الغنية عن الاضطلاع بدورها بدعم الاردن ماديا دعما يوازي حجم المشكلة والاعباء الناتجة عن نزوح السوريين واعباء احداث غزة وفلسطين وجنوب لبنان.

اننا واذ نسلم بان سوء الاداره والتخطيط في الكثير من مؤسساتنا الحكوميه تشكل العامل الرئيسي في مشاكل الاردن الاقتصاديه، الا اننا نعترف بان تتابع الهجرات العربيه للاردن وتتابع الاحداث والتطورات في سوريا والعراق وفلسطين قد اعاقت نجاح اي عمليه او خطه تنمويه حاولت كل الحكومات الاردنيه المتعاقبه تطبيقها.

لهذا فان عمليات كتلك التي حدثت اليوم في البحر الميت لا اعتقد بانها موفقه في التوقيت نظرا لما يحيط الاردن من تحديات وظروف صعبه على جميع الاصعده الامر الذي يعني انه يتعين علينا جميعا ان نقف صفا منيعا ضد اي محاولات لزعزعه الامن الداخلي وحتى الامن المتعلق بالعلاقات عبر الحدود مع كل الدول وخصوصا مع الكيان الغاصب.

ان ما يتردد عن تبني حزب لعمليه البحر الميت لهو امر غير مقبول في حال صحته، اما في حال عدم صحته فانني اناشد الاعلام الالكتروني الاردني بالارتقاء ليكون اعلاما وطنيا مهنيا مسؤولا بعيدا عن الردح والمدح ومحاولات تسول السبق الصحفي او الخبر الامر الذي سيدخل الاردن في فتنه نحن في غنى عنها في حال لم تتوقف اقلام الفتنة عن سلوكها.

اختم قولا بانني اتمنى ان نرتقي جميعا الى مستوى المسؤوليه التي تتعلق بالمصالح العليا للاردن بعيدا عن اي حسابات اخرى.

دمتم ودام الاردن قويا منيعا بقيادة وجيشه وارادة شعبه.