تتواصل الجهود الأردنية، السياسية والدبلوماسية والقانونية، لتأكيد على حصول الفلسطينيون على دولة ذات سيادة، وأن القدس الشرقية مدينةٌ محتلّة، ويجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمبدأ حلّ الدولتين، لإنهاء دوامات القتل التي يدفع ثمنها الأبرياء.

علاوة على ذلك لا بد من الإشارة إلى أن المؤسسة العسكرية الأردنية قدمت الكفاح والتضحية والنضال لتجاوز المراحل العصيبة والمخاضات العسيرة مجسدة مسيرة بارزة ومستمرة في حماية الدولة الأردنية من أي إعتداء خارجي وحفظ الأمن والاستقرار وتحديداً في فترات عدم الاستقرار في أعوام 1956 و1957 و1970، يضاف إلى ذلك الانحياز المطلق للقضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ولعبت المؤسسة العسكرية دور يشهد له القاصي والداني في الحروب العربية الإسرائيلية والدفاع عن فلسطين أعوام 1948م و1967م و1973م

وفي الوقت الراهن ومنذ إندلاع الحرب على غزة تفاعلت المؤسسة العسكرية الأردنية بشكل مباشر مع الأحداث الدموية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل من النساء والأطفال وكبار السن، انطلاقاً من الثوابت الأردنية الوطنية الهاشمية والقومية والإنسانية، فبادرت في إرسال المساعدات الإنسانية بشكل متواصل ومتتابع وقدمت الكوادر الطبية والمستشفيات الميدانية في غزة.

لكن ما يثير التساؤلات ما جاء صراحة على لسان المتحدث بإسم جماعة الإخوان في الأردن في بيان، الجمعة، انتماء منفذي "عملية البحر الميت" إلى صفوفها داعياً للاحتفال بهما، فهل يعني ذلك إعلان تشكيل جناح مُسلَّح يعمل تحت مظلة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بالإضافة إلى الجناح السياسي؟!، أم هو تبني يهدف إلى ضرب السلم العام، وخلق بلبلة وضرب الموقف الاردني من غزة وفلسطين، وحرف المسارات السياسية والعسكرية والشعبية عن برنامجها الوطني في نصرة غزة وفلسطين، وذلك في سياق تنفيذ اجندات اقليمية لدول أعتذر عن ذكرها!، أم هو تبني يهدف إلى التقليل من شأن ودور المؤسسات الأمنية والجيش على المستويين الداخلي والخارجي، أم أن تبني العملية يقصد به غير ذلك، الأمر الذي يحتاج إلى توضيح وتفسير من المعنيين!!

ختاماً الأردن العروبي، مع وحدة الصف العربي، ومستمر في دعم وتمكين الأشقاء الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم في حقهم في قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفي ظل الجهود المبذولة من الدولة الأردنية، في مناصرة الشعب الفلسطيني في نضاله وإبقاء القضية الفلسطينية على رأس أولويات المجتمع الدولي ... تستحق الدولة، أن تحترم سيادتها وقوانينها وأنظمتها ومؤسساتها المدنية والسياسية والعسكرية، والأردنيين وكل من يعيش على الاراضي الاردنية معنيون في حماية الجغرافيا الأردنية وحماية أمنها واستقرارها كونها تقع في قلب تقاطعات المنطقة! وباعتبارها مصدر قوة وميزة استراتيجية في الوقوف بوجه مخططات تصفية القضية الفلسطينية.