الارادة تغلب المرض وتدحره
د. بتول المحيسن
18-10-2024 07:33 PM
شأن المرأة في المجتمع عظيم جدا فهي الأم والمربية والمعلمة وهي الاكثر دورا في القيام بأعباء جسام على طريق إعمار الارض وبناء الوطن ، ومع مرور الوقت وظهور انواع جديدة من الأوبئة والأمراض فإنها قد اصبحت من الأشخاص الأكثر عرضة للانتكاسات الصحية والإصابة بالامراض التي منها ما هو معرض مقالتي اليوم فيما له علاقة مباشرة مع السرطان خاصة سرطان الثدي، وذلك نتيجة لعوامل متعددة منها ما هو وراثي ومنها ما يرتبط بعوامل بيئية ومنها ما يظهر بشكل مفاجئ وبلا مقدمات الامر الذي يتطلب قيام الجهات المعنية بتقديم مختلف انواع الدعم النفسي مع العلاج الطبي لمواجهة هذا المرض الذي يشكل تحديا كبيرا لا بد من مواجهته بطرق عديدة ابرزها تحفيز وتشجيع المريضة على انها قادرة على تخطي مرضها بالقوة والصبر والارادة فضلا عن العلاج الطبي اللازم وهذا ما نحمد الله عليه بالتظر الى المستوى الطبي المتقدم الذي بلغناه في الأردن بفضل رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يواصل توجيهاته للحكومة والخدمات الطبية الملكية ولكافة اطراف المعادلة بالعمل على تقديم افضل الخدمات الصحية والعلاجية للمواطن الأردني مقصد مسيرة التنمية وغايتها.
وغني عن القول اننا نحن الذين نمثل المحيط العائلي والاسري والاجتماعي للمريض معنيون بالدرجة الأولى بتقديم هذا الدعم النفسي للمريضة لكي نخلق لديها استعدادا ذهنيا انها في طريقها للشفاء التام باذن الله.
وتشير الإحصائيات إلى أن النساء يمثّلن نسبة كبيرة من حالات الإصابة بالسرطان، وسرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعا بينهن، نتيجة العوامل الوراثية او التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث خلال فترة الحمل او بعد انقطاع الطمث او لنمط الحياة مثل التغذية غير السليمة وقلة النشاط البدني.
لذلك يعدّ الدعم النفسي عنصرا حيويا في رحلة العلاج، فالأسرة والأصدقاء يلعبون دورا كبيرا في توفير الدعم العاطفي، مما يسهم في تحسين الحالة النفسية للمرأة المصابة، ومن بعض جوانب الدعم النفسي، التواصل الفعال، من خلال الاستماع للمرأة ومشاركة مشاعرها، يساعد في تخفيف الضغوط، ومن خلال تقديم المساعدة العملية مثل، مرافقتها إلى المواعيد الطبية أو مساعدتها في المهام اليومية، ولا ننسى تعزيز الأمل من خلال التشجيع على التفكير الإيجابي والبحث عن الموارد الداعمة.
ويتمثل دور العائلة بتخفيف الشعور بالوحدة، فمشاركة التجارب والمشاعر تعزز من الروابط الاجتماعية، وتوفير المعلومات يساعد المرأة في فهم حالتها والتواصل مع المختصين.
من هنا يعدّ الدعم النفسي للمرأة المصابة بالسرطان عنصرا أساسيا في عملية العلاج، من خلال التواصل الفعال والمساندة المستمرة من الأهل والأصدقاء، فيمكن تحسين حياة المرأة وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الصعبة، فالصحة النفسية تلعب دورا كبيرا في التعافي، ويجب أن نعمل جميعا على توفير هذا الدعم.
خلاصة القول إن العملية عملية تشاركية وتكاملية ولكل من عناصرها دوره الهام في تشجيع المريض ودعمه حتى يكون مستعدا ومؤمنا انه في عين من حوله وأنه في فترة لا بد وأن تنقضي ويشفى بأمر الله شفاء تاما.