عام على طوفان الأقصى، عام على التضحية والبطولة والشهامة، عام على الصمود ومجاهدة النفس هواها وحاجاتها، وكل ذلك كان في سبيل خدمة المقدسات وخدمة مقدساتنا والذود والدفاع عنها، فلا المسألة مسألة أرض ولا مسألة حقوق وإقامة دولة إنما هي مسألة وجود وكيان وهوية أمة بمقدساتها، فكما قالت العرب: " لا يفل الحديد الا الحديد ". وكذلك لن ننعم برغد العيش الا بعزة الإسلام وإحاطة مشروعه بالأمة لانه هو العدل الحق، الذي يمس الجميع.

إن سلسلة الشهادة هي قصة طويلة لن تنتهي ولن تنفك بمقتل فرد او اخر إنما هي سلسلة متصلة متأصلة تنتقل من جيل إلى جيل تستمد روحها وقوتها من كلمة لا إله إلا الله قولا وفعلا واعتقادا، فكل من قال هذه الكلمة باركانها الثلاث سيكون يوما قائدا وخيطا في نسيج الشهادة على عتبات مقدساتنا وخدمة دينه.

إننا وأولهم نفسي مقصرون في أمور كثير وخاصة خفايا النفوس، وهذا سبب وهننا وضعفنا، فكلكم جزء من الواقع، الم نعاين في واقعنا الخلافات الحادة بين الأخوة وأبناء العم والخلافات مع الوالدين؟!، ألم نعاين غيبة ونميمة وحسد بيننا حتى والله ان هذا الداء اصبح يصيب النخب الطيبة من الأفراد؟.

إن تعليقي على هذا الجانب هو للتوضيح للجميع اننا اليوم حتى نطالب بالوحدة على النطاق الإسلامي العروبي الحدودي علينا أن نتوحد في محبتنا ونتقي الله في بعضنا ونتراحم في تعاملاتنا، فبذرة لا إله إلا الله فينا ولكن إذا انعكست على تعاملاتنا وحسن النية وطيبة العلاقات، ستصبح يوما قوة في كبح جماح الفرقة واذابة الحدود المصطنعة وإقامة التراص بين القلوب قبل الصفوف.

رحم الله شهداء أمتنا في كل البقاء في غزة ولبنان والسودان واليمن، فهم اعدوا ما استطاعوا واتخذوا من أنفسهم قرابين لخدمة الإسلام ومقدساته، فنسأل الله لهم الدرجات العالية وان يستخدمنا الله لخدمة دينه ومقدساته ونسأل الله أن يحفظ اردننا وجميع الاقطار الإسلامية على الخير وان يوحدنا على حق وخير.