facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القادة وقود الثورات


كمال زكارنة
18-10-2024 12:30 PM

الوضع الطبيعي ان يستشهد قادة الثورات ،والغير طبيعي ان لا يستشهدوا ،واستشهاد القائد او القادة ،لا يعني ابدا انتهاء الثورة او ضعفها او تفككها ،بل يزيدها قوة وصلابة وتماسكا، واصرارا على الاستمرار في نفس النهج وعلى ذات الطريق،وفي معظم الاحيان يخلف القائد الشهيد ،قائد جديد اكثر منه تشددا وشراسة، وتشبثا بالاهداف التحررية والمباديء النضالية .

في الحالة الفلسطينية، التي يواجه فيها الشعب الفلسطيني احتلالا، لا يشبه اي احتلال عبر التاريخ،فهو ليس احتلالا استعماريا ،لان الاستعمار مؤقت مهما طال امده ،ولا بد ان يرحل يوما ما، بعد ان تنتهي اهدافه الاستعمارية ،لكن الاحتلال الاسرائيلي مختلف تماما ،فهو احتلال استيطاني احلالي اقتلاعي استيلائي ،يحظى بدعم غير مسبوق ولا شبيه له ،من الولايات المتحدة والدول الاوروبية وغيرها من دول العالم ،ولا يقبل انصاف الحلول ولا التعايش السلمي مع الاخر،ولا يفكر بالسلام الا على طريقته ،ولا يبحث الا عن الامن الذي يوفر له البقاء والاستمرار ،لان اي خلل امني سوف يؤدي الى افراغ الارض التي يغتصبها ،بسبب هروب المهاجرين منها وعودتهم الى حيث اتوا ،وفي النهاية انتهاء الاحتلال وزواله .

مقارعة هكذا احتلال ومقاومته ،بكل تأكيد مكلفة جدا وباهظة الثمن ،لذلك نجد قوائم الشهداء من القيادات الثورية والنضالية الفلسطينية،ومن المناضلين والثوار، عبر التاريخ طويلة جدا،وخاصة القادة الذين يعرفون حق المعرفة ،ان قيادتهم للعمل النضالي تقودهم الى الاستشهاد ،وما يميز الشهيد القائد الفلسطيني ،ان استشهاده ينشر الفرح والسرور،ويرفع المعنويات،ويجدد ويعزز الحشوات الثورية والنضالية في صفوف الشعب الفلسطيني ،وتكون جنازاتهم زفة حقيقية ،ولا يتردد المرشحون لخلافته في تبوء مواقع القيادة ،وهم متيقنون انهم مشاريع شهادة حتما،وتستمر المسيرة.

في حالة السنوار ،الذي يليق به ان نسمي شهر اكتوبر ،شهر السنوار ،فقد ولد هذا البطل في التاسع والعشرين من اكتوبر،وتحرر من سجون ومعتقلات الاحتلال في التامن عشر من اكتوبر بعد خمسة وعشرين عاما من الاعتقال ،وبدأ طوفان الاقصى الذي هندسه على طريقته في السابع من اكتوبر ،واستشهد في السابع عشر من اكتوبر .

استشهد السنوار مشتبكا مع جيش الاحتلال في رفح من مسافة صفر، وقد ظهرت يده ملفوفة بسبب اصابة تعرض لها في معركة سابقة،الامر الذي يعني انه امضى اكثر من عام وهو يقاتل فوق الارض وليس تحتها ،ولبست هذه المعركة الوحيدة او الاولى التي يخوضها ضد جبش الاحتلال،بل خاض قبلها عشرات المعارك وكان يتنقل بين المقاتلين من شمال القطاع الى جنوبه، ولم يختفي ولم يختبيء ساعة واحدة ،وانما كان بين المقاتلين والمقاومين ومعهم ،يقاتل جنبا الى جنب ،سلاحه مثل سلاحهم لم يتميز ولم يختلف عنهم ،وهذا يثبت الفشل الذريع للعمل الاستخباري الاسرائيلي والامريكي والغربي في قطاع غزة ،رغم كثافته واستمراره دون توقف،مستخدما احدث انواع التكنلوجيا واكثرها تطورا .

بعد السابع من اكتوبر العام الماضي ،ترسخت المقاومة اكثر بكثير من ذي قبل ،فلسطينيا وعربيا واسلاميا وحتى دوليا ،ولم يعد امام الاحتلال خيارات غير الحلول السلمية ،لان الاحتلال الامني العسكري تحطم وتكسر وديست هيبته وفقد ميزة الردع والرعب من طرف واحد وهو الاحتلال ،بعد ان انتزعته المقاومة بكل جدارة وشجاعة وحكمة.

استشهد السنوار ،وهو يتحزم بجعبته العسكرية ويحتضن بندقيته والى جانبه شهيدان فقط لا غير ،ولم يلف جسده بحزام ناسف ،ولم يحط نفسه بعشرات الاسرى الاسرائيليين المفخخين بالمتفجرات ،كما كان يدعي نتنياهو واعوانه العسكريين والامنيين،وكان في بيت عادي،وليس في نفق محصن كما كان يختبيء نتنياهو وقادة الاحتلال العسكريين والامنيين ،في قبو تحت الارض في القدس الفلسطينية المحتلة.

لن تواجه المقاومة مشكلة في خلافة السنوار ،لكن المطلوب من حركة حماس وجميع فصائل المقاومة ،وهذا امر استراتيجي ومهم جدا،ان تحرم نتنياهو من تحرير اسرى الاحتلال لديها بأي طريقة ،ومنعه من تحقيق هذا الهدف الاهم من بين اهداف العدوان على قطاع غزة ،لان منع تحرير الاسرى والتخلص منهم بالطريقة المناسبة، يعني فشل العدوان الاسرائيلي على القطاع ،مهما بلغت حجم الخسائر المادية والبشرية في الجانب الفلسطيني .

لقد حرم السنوار نتنياهو وجيش الاحتلال ،من تحقيق هدف مهم ،وهو اسره حيا داخل نفق محصن تحت الارض ،وحوله عشرات الاسرى الاسرائيليين ،وليس جثة طاهرة في منزل متواضع مع رفيقين شهيدين.

استشهد السنوار بعد ان حصد منهم آلاف الضباط والجنود ،واصاب عشرات الالاف، ودمر مئات الدبابات وناقلات الجند والاليات العسكرية المختلفة على ارض القطاع وفي غلافه،ولقنهم درسا لن ينسوه ابد الدهر ،ولن ينساه التاريخ .

نعرف ان نتنياهو سوف يزداد تصلبا وتشددا في مواقفه ومطالبه لوقف العدوان على غزة،معتبرا انه حقق انجازا كبيرا باستشهاد السنوار ،رغم انه خسارة وطنية كبيرة ،لكن على نتنياهو ان لا يتسرع كثيرا ويفكر باليوم التالي للحرب ،لانه ما يزال بعيدا جدا ،وان لا يفكر ايضا ،ويضع المشاريع والخطط لقطاع غزة بعد المقاومة ،لان هذا ما يزال بعيد المنال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :