facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل المعركة مع نتنياهو أم مع اسرائيل؟!


د.أحمد بطاح
18-10-2024 12:42 AM

انطلاقاً من إيمان الإنسان العربي "بالفردية"، وتعوّده تاريخياً على حكم الفرد فإنّ كثيرين من العرب يعتقدونّ أنّ المعركة الدائرة الآن في المنطقة هي مع نتنياهو المتعّنت وليست مع إسرائيل كدولة. صحيح أنّ نتنياهو يستفيد شخصياً من إطالة أمد الحرب تهرباً من مساءلته في حال انتهائها حول تقصيره -كمسؤول أول في الدولة- عما حصل لإسرائيل من ضربة هائلة في السابع من اكتوبر، وتهرباً من القضايا التي تلاحقه في المحاكم من غش، وسوء ائتمان، ورشوة وغير ذلك، ولكن الصحيح أيضاً أن إسرائيل كدولة وشعب تقف وراء نتنياهو في هذه الآونة من تاريخ إسرائيل بدليل أنه لم يتخذ أيّ قرار مهم يتعلق ببدء الحرب على قطاع غزة ولبنان وتطويرها إلّا بعد أن أخذ موافقة مجلس الحرب (سابقاً) ومجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت حالياً) على ذلك، والكل يعرف أن هذا ما حصل عند بدء المعركة البرية في 27/10/2023، وما حصل عند الهجوم على رفح، وكذلك عند توسيع أهداف الحرب بالهجوم الحالي على لبنان من أجل إعادة "مُهجري" الشمال إلى أماكن سكناهم سابقاً كما زعمت إسرائيل.

إنّ الحقيقة هي أن المجتمع الإسرائيلي بشكل عام وليس نتنياهو فقط هو مع الحرب وذلك للاعتبارات الآتية:

أولاً: اعتقاد أغلبية الإسرائيليين أنّ إسرائيل فقدت عنصر الردع في السابع من أكتوبر ولا بدّ لها أن تستعيده حتى لو أدى الأمر إلى تدمير هائل في القطاع (تم تدمير أكثر من 70% من مساكن القطاع)، وقتل وجرح الآلاف من الفلسطينيين (تم قتل أكثر من 42 ألف وجرح أكثر من 90 ألف فلسطيني). لقد شعرت إسرائيل بأنها ضُربت وأُهينت ولذا فإنها لابد أن تثأر وأن تنتقم بحيث لا تتكرر مثل هذه الضربة مرةً أخرى.

ثانياً: انزياح الرأي العام الإسرائيلي نحو اليمين منذ فترة طويلة ويدل على ذلك انحسار اليسار (لم يستطع حزب "ميرتس" اليساري تجاوز ما يُسمى العتبة الانتخابية أيّ 3% تقريباً من أصوات الهيئة الناخبة) وتكاثر الأحزاب اليمنية على حساب اليسار والوسط مثل حزب العمل الذي حكم إسرائيل فترة طويلة (1948-1977) بينما هو مُمثّل الآن في أربعة مقاعد فقط من 120 مقعداً!

ثالثاً: مشاركة الأحزاب اليمنية المتطرفة مثل حزب "العظمة اليهودية" بزعامة "بن غفير"، والصهيونية الدينية بزعامة "سمورترش" في الحكومة الحالية، وتدعيمهم نتنياهو في جميع توجهاته اليمنية بل وتهديدهم إياه بالانسحاب من الحكومة إذا أبدى أية مرونة بشأن صفقة الرهائن، أو تأجيل المعركة مع حزب الله وغير ذلك. إنّ هذه الأحزاب هي مع "الحسم" مع الفلسطينيين أيّ تخييرهم بين القتل، أو الهجرة، أو الرضوخ للحكم الإسرائيلي.

رابعاً: نجاح إسرائيل في الحيلولة دون انفجار الأوضاع في الضفة الغربية من خلال استخدام بعض الإجراءات القاسية (قتل أكثر من 700 واعتقال أكثر من 10.000 فلسطيني) وإطلاق يد المستوطنين في الاعتداء على الفلسطينيين وإرهابهم، الأمر الذي حال دون حدوث "انتفاضه" فلسطينية ثالثة يمكن أن تؤرق إسرائيل، وتجبرها على تخصيص  العديد من قواتها "لضبط" الأوضاع في الضفة الغربية، وبخاصة أن الضفة أكثر خطراً على إسرائيل من قطاع غزة بحكم قربها الشديد من إسرائيل ومدنها ذات الثقل السكاني بالذات، وذلك فضلاً عن أهميتها التاريخية والدينية بالنسبة لإسرائيل التي تسميها أرض "يهودا والسامرة".

خامساً: وجود إدارة أمريكية متصهينة بالكامل ومُنساقة وراء إسرائيل وتقدم لها دعماً غير محدود في حربها، ويكفي أن نتذكر أن "بايدن" رئيس هذه الإدارة أعلن افتخاره "بصهيونيته"، وطالما ذكّر إسرائيل بأنه قدم لها دعماً غير مسبوق (عسكرياً، واقتصادياً، وسياسياً)، وإذا تذكرنا أنّ الولايات المتحدة تعيش في مرحلة انتخابية (تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 05/11/2024)، وأن منافس "هاريس" نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي هو "ترامب" الذي يزايد على "بايدن" في صهيونيته، ويدعي هو الآخر أنه قدم لإسرائيل ما لم يقدمه أيّ رئيس أمريكي آخر (اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأغلق المُمثلية الفلسطينية في نيويورك، وأوقف المساهمة الأمريكية في الأونروا، واعترف بأحقية إسرائيل في الجولان المحتل).

سادساً: عجز النظام العربي الرسمي عن الضغط على إسرائيل أو على الولايات المتحدة (وهي الدولة الوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل) من أجل وقف الحرب والجنوح إلى التفاهم السياسي المتمثل حالياً بتطبيق "حل الدولتين" الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي أغرى الإسرائيليين بمواصلة الحرب حيث يعتقدون أنهم يواجهون خطراً "وجودياً" وأنه آن الاوان لإزالته من خلال القضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس في الجنوب، ومن خلال القضاء على حزب الله في الشمال.

وباختصار فإن معركة الفلسطينيين ومن ورائهم مَنْ يدعمهم من قوى المقاومة هي إسرائيل كدولة وليس مع نتنياهو. إن الشعب الإسرائيلي- وكما تشير معظم الاستطلاعات - وليس نتنياهو فقط هو مع الحرب حتى تحقيق أهدافها المتمثلة في القضاء على كل أشكال المقاومة التي تشكل أو قد تشكل خطراً على إسرائيل.

إن الوعي بهذه الحقيقة مهم للمواطن العربي حتى يكون أكثر فهماً لما يدور وحتى يدرك تماماً أن المسألة ليست "نتنياهو" فقط، بل هي إسرائيل كدولة وشعب ومجتمع. 





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :