زيارة الملك إلى أميركا: تكريس الدور الأردني في صناعة مستقبل المنطقة
عاصم العابد
22-05-2011 03:36 AM
كشفت زيارة الملك الى اميركا وبريطانيا، عن حجم المكانة التي للملك وللاردن، لدى القطب الكوني الأكبر ولدى مختلف دول العالم، وعن التأثير المتفق مع هذه المكانة، الذي يمارسه الملك بديناميكية وبسباق مع الوقت والاحداث، لخدمة الاردن وتقدمه ورفاه شعبه، وكذلك استخدام تأثيره وعلاقاته الواسعة، والثقة الغربية بحكمته، في خدمة الاشقاء الفلسطينيين والعمل الجاد الدؤوب من اجل إنفاذ حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، تعيش بأمن وسلام واستقرار، وعاصمتها القدس الشريف.
وتجلى واتضح للغرب عموما، ولدول اقليمنا ولشعوبه خصوصا، ان الاردن، ولاعتبارات مختلفة متنوعة، ابرزها الأمن واستقرار نظامه السياسي وعدالته، في اقليم يعاني من الظلم، ثائر على الاستبداد والفساد، اقليم هائج مائج، مضطرب ملتهب، كان على الدوام وسيظل له دور واضح مؤثر، في صناعة مستقبل المنطقة، وامنها واستقرارها، والتأثير في الساسة ومتخذي القرار في عواصم القرار، لانتهاج السياسات المناسبة، التي من شأن اعتمادها، تفادي المغامرات والقرارات والسياسات الرعناء، التي تجر الكوارث على المنطقة.
والمعادلة التي استقرت اليوم، هي ان الاردن القادرعلى الاستمرار، امن مستقر قوي منيع، وقادر على مساعدة الاشقاء، والتأثير والضغط من اجل السلام والاستقرار في المنطقة، يجب ان يكون وان يظل قويا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ومن هنا قدمت الولايات المتحدة الامريكية - وستقدم - المزيد من المساعدات الى بلدنا، وهي بصدد حث الاوروبيين ودول الاقليم الغنية، على تقديم المزيد من المعونات، لنا وللاقطار العربية المتحررة من الاستبداد والطغيان والنهب والفساد، الذي افقر الشعوب العربية، وجعلها بيئة خصبة للتطرف والعنف، والشعور بالضياع وانغلاق الآفاق والمستقبل.
يملأنا الزهو والفرح والخيلاء، ونحن نشاهد الرئيس اوباما، وهو يقول لملكنا خلال المؤتمر الصحافي: «انت مرحب بك دائما هنا، والشعب الامريكي لديه مشاعر مودة عالية للشعب الاردني، واننا واثقون انه خلال هذا الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الاوسط تطورات، ان الاردن سيكون في المقدمة في قدرته على المضي قدما، ليكون نموذجا لدولة عربية ناجحة وحديثة ومزدهرة تحت قيادتكم».
ومن اجل السلام والعدل في الاقليم، التقى الملك لجان مجلس الشيوخ الامريكي، ذات التأثير الكبير في صناعة القرار الامريكي، وعقد جلسة حوارية في معهد بروكنجز، مع القيادات الاعلامية والفكرية والسياسية الامريكية، كرسها لعملية السلام في الشرق الاوسط، والتقى ممثلين عن المنظمات العربية والاسلامية الامريكية، وممثلين عن منظمات يهودية امريكية، تدعم حل الدولتين وحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، وتتخذ مواقف رافضة للاستيطان، وتدعو الى سلام عادل شامل في الشرق الاوسط.
انها احدى اهم الزيارات الى اميركا التي يقوم بها زعيم عربي مسلم، انطلاقا من صاحبها ومن مقصدها ومن توقيتها، ومن احداث الاقليم النارية المتفجرة، التي يتلمس الساسة الغربيون طريقهم، لمقاربتها وللتعامل معها خلال المرحلة القادمة.
وقد ظهر اثر الزيارة الملكية، في الخطاب الذي اعلن فيه الرئيس الامريكي (ان مستقبل امريكا مرتبط ارتباطا وثيقا بالشرق الاوسط وافريقيا)، الخطاب الذي كرسه لدعم الاصلاح والديمقراطية وحقن دماء الشعوب العربية وكف ايدي حكام عن مزيد من الولوغ في دماء المواطنين العزل الابرياء.
ولهذا ننظر بعين الندية والمساواة، الى الدعوة الكريمة من اشقائنا للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي، فنحن لم نكن حمولة زائدة، ولسنا عبئا على اكتاف او خزائن احد، وكان الشعب الاردني وسيظل، الاكثر ايمانا بالوحدة العربية وبحرية الامة وبتوفير حياة فضلى لابنائها، وكنا وسنظل نعتبر اهل الخليج العربي، اهلنا واشقاءنا، قواسمنا المشتركة معهم كاملة، لا نختلف في شيء عنهم، سوى في ان الله اغدق عليم النفط وحرمنا - لسبب يعلمه ونجهله - من النفط، ولو الى حين، والمعادلة التي تنطبق علينا هي:
مال بلا أمن = أمن بلا مال. كلاهما خطير وهش منفردا وكلاهما قوي ومنيع متحدا !!.
حيا الله ملكنا الهمام، الذي تكرس زعيما مرموقا مهيوبا محبوبا، في الداخل والخارج.
Assem.alabed@gmail.com
(الرأي)