غزة .. أيقونة عز وشموخ في سماء العالم
علي سليمان الحديثات
17-10-2024 10:35 AM
انها غزة الجريحة وغزة المكلومة وغزة الوطن والحضن الدافىء الذي ترعرع داخله جنود المقاومة الاسلامية احفاد صلاح الدين الايوبي الذين نسجوا شعارهم بإيديهم نصر او استشهاد، غزة تلك المدينة الصغيرة بمساحتها والغنية والكبيرة بإبنائها البواسل، غزة العصية على الظلم تعرضت لكل اشكال الاذى والعدوان والهمجية من جيش الشرذمة بدءاً منذ حِصارها عام 2007 وعزلها عن العالم باكمله، غزة بجيشها الاسلامي كانت وما زالت تقف في خط الدفاع الاول بوجه العدو الغاشم وتقاتل نيابة عن الامة العربية ونيابة عن 2 مليار مسلم، انها غزة العرب والمسلمين التي لم تقبل بسايكس بيكو المشؤومة التي مزقت امة العرب والاسلام الى فُتات الفتات كما اسماها سمو الامير الحسن بن طلال في الماضي القريب، انها غزة الصمود التي رفضت الحدود المصطنعة التي رسمها الغرب الاستعماري في تِركة الدولة العثمانية في الوقت الذي رضخت به تلك الدول لذلك المخطط الخبيث والمغموس بالذل والمهانة.
انها غزة الحبيبة بأهلها وجنودها البواسل ملحمة للإيمان والدعوة للإسلام، فقد ادركوا مبكراً بالوقت الذي كانت ترقد الامة العربية في سُبات عميق إن الحرب الصليبية المتتالية حرب عقائدية وحرب ضد الاسلام، فاليوم نرى غزة بشبابها واطفالها ونسائها وشيوخها طوداً شامخاً يحملون رسالة الاسلام التي تتجلى فيها معالم الايمان وترتسم فيها صور الاسلام الحق وتُمارس على ارضها كل معاني الاسلام، غزة الحبيبة التي جذبت انظار العالم في الوقوف امام نموذج تاريخي لم يسبق مثله في تاريخنا الحديث حيث جسدت وترجمت قول الله تعالى " اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" نعم انهم اهل الدعوة ففي الوقت الذي انفق فيه العالم الغربي المستعمر مليارات الدولارات وتنظيم حملات مغرضة لتشويه صورة الاسلام وصناعة الاسلاموفوبيا تمكن ابطال غزة من مسح كل ذلك وأضحوا سبباً رئيسياً في دخول كثيراً من ابناء الشعوب الغربية بالدخول في دين الاسلام لا سيما حركة طلبة الجامعات الاجنبية الذين وقفوا وقفة نصر لغزة واهلها وهتفوا عالياً Free Palestine..
غزة اليوم حاضرة باطفالها الاشاوس الذي نسجوا نياشين العز والفخر على صدورهم، فكان لديهم تجربة مختلفة تماماً عن كل اطفال العالم فصنعوا تاريخ وطنهم بمقاومة جيش الشرذمة وحملوا قضية العرب الجوهرية في الوقت الذي تخلى عنه الكثيرين، انهم اطفال فلسطين الذي كبروا سريعاً وتجرعوا العزة والكبرياء والشموخ منذ نعومة اظافرهم في ارض الرسل والانبياء، فنجدهم اليوم يعيشون تاريخهم لحظة بلحظة مما خلق منهم اجيال واعدة تتحمل مسؤوليات جِسام في ظِل فقدان ذويهم واحبتهم، فيحملون في قلوبهم جرحاً كبيراً لوطنهم، فمن هنا اطفال غزة اليوم نسجوا لنا قصة وطن يُدافع عنه بالمهج والارواح،،، حمى الله غزة واهلها، نسائها واطفالها، وشبابها اللهم سلاماً على غزة حتى يطمئن فؤادها.