هل الاردن الهدف التالي لاسرائيل؟
د.محمد البدور
17-10-2024 10:08 AM
من حق امريكا ان تقبل إسرائيل حذائها وتبوس يد حلفائها الغربيين فلولا دعمهم ما غابت شمس يوم عليهم في فلسطين ولكن دم الفلسطينيين وحق الامة دين عليهم وباق الى يوم الدين وعجلة التاريخ تدور ولا بد من يوم تنقلب فيه الموازين هكذا تدور الايام ويتغير الزمان وعلينا ان ننتظر ننتصر او نموت.
صحيح ان حالنا العربي مع إسرائيل وحلفائها اقرب مايكون للمثل القائل اكلت يوم اكل الثور الابيض لطالما نرى إسرائيل المسعورة تأكل من لحمنا وتسلخ جلد بعضنا عن عظمنا كما في غزة والضفة ولبنان وكما تعض بسوريا والعراق واليمن ويسيل زبدها المستعر على هذا البلد العربي او ذاك وفي رقبتها الرسن الامريكي والجنزير الغربي لكن هذا لايعني ان الاردن لقمة سائغة لها ولاي طامع او معتد اثيم فالاردن حر ولحمه مر ومن اراد ان يذوق طعم مراره ويكتوي بنار جيشه ويتلظى بحراب عشائره فليقترب منا.
في مجتمعنا يدور بعض من الحديث ان الاردن على قائمة إجرام إسرائيل وما استغربه تصريحات من بعض الواعظين الوطنيين الذين يتحدثون عن إسرائيل وكأنها الدولة العملاقة وفيها العمالقة ومن خلفها جيش ببطولات جيوش صلاح الدين، وحتى يطمئن الاردنيون وكل امة العرب عليهم ان يعرفوا بعض الحقائق عن إسرائيل بان صوت مدافعها اكبر منها وان قوتها اصغر من حجمها وان زمجرة العربي وزئير الفلسطيني الله اكبر اقوى من هدير طائراتها وجنازير دباباتها ولينظروا الى حربهم في غزة والضفة وجنوب لبنان ففيها خير شاهد على ضعفهم في ميادين الوغى وهزيمتهم في جبهات القتال وهشاشة آلتهم العسكرية رغم انهم لم يجابهوا جيوشا نظامية بل يواجههم فتية اشداء وبأسهم شديد لطالما شاهد العالم كله كيف دفنت رؤوس جنودهم في الرمال ودوست رقابهم بالبساطير باسلحة فردية لاتكثر عن اسلحة يستخدمها المزارعين لصيد الخنازير والكلاب في جبال عجلون.
ومن حقائق إسرائيل الاخرى انها كيان مكشوف الظهر عاري البطن فاينما ضربتها اصبتها فهي دولة بالمسمى السياسي بنت وجودها على خرافات واسفار وخوف ورعب من كل عربي ومسلم وهاهي لتحمي نفسها تحيطها القباب الحديدية والاسلاك الفولاذية والخرسانة الاسمنتية وفي كل مرة تكسر فيها الجرة ويهتز امنها ويرتعش كيانها يزداد هلعها و يزيد إدراكها انها لن تأمن ولو كانت محصنة ببروج مشيدة بالنار والحديد وكما علينا ان نتذكر ان إسرائيل بهذا الاجرام الذي تشنه اليوم لم تحقق اي إنتصارات عسكرية كانتصارات الجيوش التي عهدها العالم وإنما حققت ارقاما مهولة بحجم ضحاياها من المدنيين الامنيين كما في غزة و الضفة ولبنان وغيرها.
علينا ان نضع إسرائيل في إطارها الضعيف وحجمها الصغير الذي نراه اليوم فهي لاتمتلك لا تفوقا عسكريا ولا عمق إستراتيجي ولا درع امني وكل مابيد جيشها فقط تفوق في سلاح الطيران والقصف والدمار واما جنودها وآلة حربها فقد رأيناهم يسحقوا ويسلخوا كالخراف التي تساق الى مسالخها واما ساستها وقادتها فليسوا الا بسحرة وقادة عصابات ومفسري اضغاث واخلاط حملتها اسفارا واهمة كتبتها كهنة المعابد والخرافات وقد رأينا الذعر والهلع الذي تلونت به وجوههم وتلوت به آذانهم وفركت انوفهم لطالما تمرغت رؤوسهم في ميادين القتال.
اقول لمن يخشى على نفسه من إسرائيل ويغمض عينيه عن حقيقة هشاشتها وتخدعه تصريحات نتنياهو المذعور ان إطمئنوا فهذه الهستيريا الاجرامية لهؤلاء الدخلاء والتي نراها اليوم ماهي الا ذر للرماد في العيون العربية إنتقاما من هول ما اصابها وفاجعتها بمصيبتها لطالما اماط فتية اللثام عن وجهها المزيف وكشفوا سترها وشمروا عن عورتها وبان وهن هذا الكيان الهزيل.
إطمئنوا ايها الاردنيون والفلسطينيون وكل العرب وكما تعلمون لولا امريكا ماطلع فجر على هؤلاء الغربان لافي فلسطين ولا في المنطقة كلها.