منذ سنوات، اعتدنا أن تسجل وزارة المياه والري نجاحاً جديداً كل عام، تلك المؤسسة الوطنية التي رسخت نفسها كأولى المؤسسات الحكومية بفضل كفاءة أبنائها وإدارتها الناجحة، والتي ما كانت يوماً إلا قصة نجاح شيدها الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه، لتكون الصرح الذي يقدم أهم الخدمات المثلى في قطاع المياه والصرف الصحي بكفاءة عالية قادرة على سد حاجة المواطنين للمياه.

لتكمل مسيرتها، حيث أجرت نقلة نوعية جديدة في قطاع المياه، والتي ابتدأت خلال الفترة الأخيرة الماضية. بعد أن كانت تعاني سابقاً من بعض الصعوبات التي كانت تواجه القطاع، إلا أننا اليوم نرى أن العمل نحو التطوير أصبح واضحاً، وأصبحت الوزارة اليوم في مقدمة المؤسسات الخدمية الفاعلة داخل الوطن.

لم تكن يوماً وزارة المياه والري مقصرة تجاه واجباتها في محافظات الوطن، ولكن خلال فترة قصيرة استطاعت أن تقدم ضعف ما كانت تقدمه من خدمات. اليوم نرى أن مشاكل المياه أصبحت تتقلص يوماً بعد يوم، وأصبحت الشكاوى أقل مما كانت عليه من قبل. لا أحد منا يستطيع أن ينكر ما تقوم به إدارتها من السعي الموصول نحو العمل الصادق الذي استطاع إيصال قطاع المياه إلى هذا النجاح.

ولا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي تقوم به إدارتها كرديف أول والحلقة الأهم والأساس الحقيقي من هذا الإنجاز. والكل يعلم أن الإدارة هي المقياس الرئيسي للوصول إلى طريق النجاح، بعد أن أدركنا منذ زمن طويل أن نجاح أي شيء لا يأتي إلا من نجاح إدارتها والعاملين بها. وأنتم، والكل يعلم، أنكم كنتم على قدر كافٍ لتحمل المسؤولية الموكلة إليكم، والتي كان لها الأثر الحقيقي والفعال في تحقيق أعلى درجات النجاح لتلك المؤسسة."

لم يكن الامتياز الأول منذ تأسيسها، بل كانت دائماً صاحبة الفرصة الأكبر في كافة المجالات العملية والمهنية. كانت قادرة على فتح أبوابها لتكون المدرسة التي تجمع في أحضانها العديد من قصص الإنجاز، مما أسهم في جعلها بما هي عليه الآن.

اليوم نراقب المشهد بدقة وندرك ما يقومون به، ونعلم بالمشاكل التي يواجهونها. ورغم ذلك، استطاعوا أن يثبتوا جدارتهم ونجاحهم في الاستمرار نحو تقديم أفضل الخدمات. عاهدوا أنفسهم على تحقيق الأهداف والغايات المطلوبة للوطن والمواطن، وتحقيق أهداف الوزارة من خلال إدارتها التي لم تكن يومًا تبحث عن الظهور كما يفعل الآخرون، لكنها استطاعت أن تكتسبه من خلال عملها.

عملت منذ التأسيس على تقديم كل ما يواكب تطورات العصر للمواطنين، وأن تبقى بجانب الوطن والمواطن من خلال مشاركتهم الدائمة في العديد من الأعمال التي كان لها الأثر الطيب على المجتمع بأكمله. وذلك من خلال تنفيذ سلسلة محاضرات توعوية في محافظات المملكة حول ترشيد استهلاك المياه بين أطياف المجتمع، والتي تأتي ضمن البرامج التوعوية المستمرة والمستدامة، واستكمالاً للخطط والحملات الوطنية للتوعية المائية التي تعقدها الوزارة بهدف رفع المستوى التوعوي عند المواطنين لترشيد استهلاك المياه في المحافظات والقرى والأرياف والبوادي بشكل عام، وخصوصاً لدى المدارس والجامعات والمعاهد والجمعيات والمنتديات الشبابية والثقافية.

علينا دائمًا أن نستذكر أصحاب الهمم العالية، ومن قدموا شبابهم لخدمة الوطن، وأن نساندهم ولو بالقليل من الحروف والكلمات لتبقى حافزًا لهم للاستمرار نحو التميز والازدهار في الأعوام القادمة.

وكل ذلك يعود بفضل الله لكوادرها الميدانية والإدارية، الممثلة بمعالي وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود والأمناء العامين والمستشار الإعلامي لوزير المياه الدكتور محمد المعايطة، الذين يعملون الليل والنهار لرفعة الوزارة ونجاحها.

وأغتنم الفرصة لأقدم الشكر الموصول لمعالي وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود "القائد" الذي يعمل بكل صمت بعيدًا عن الظهور الإعلامي، والذي اعتاد دوماً أن يقوم بكامل واجباته بكل حكمة وحنكة على أكمل وجه. وإن مثل هذا القائد يلهمنا جميعاً ويعكس أهمية العمل الجاد والتفاني في خدمة الوطن.

أدامكم الله ذخراً لهذا الوطن العزيز، وجعل جهودكم في خدمة الوطن مثمرة وناجحة.