الأردن ودبلوماسية قوة الإقناع والتأثير
د. صالح المعايطة
17-10-2024 07:52 AM
اثبت الاردن كعادته انه يمتلك دبلوماسية وسياسة خارجية عالية القيمة والتأثير والمستوى والتي يقودها جلالة الملك بنفسه في الإقناع والإنجاز والحضور في المحافل الإقليمية والدولية للحد من الحروب وتحقيق السلم والأمن الدولي انسجاما مع مواثيق الأمم المتحدة وهذا هو دور المملكة الاردنية الهاشمية بعهد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه،انطلاقا من موقع الأردن الجغرافي الجيوسياسي والاستراتيجي المهم ودوره الاستراتيجي في الحد من النزاعات الحروب والصراعات القادمة .
هذا ما جسده جلالة الملك عبدالله في خطابه الاخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال79 حيث تحدث جلالته بصوت الملك الواثق بنفسه وبشعبه وجيشه واجهزته الامنية،مخاطبا العالم وقادة العالم وهو يمثل الموقف والكلمة والمبدأ، مؤكدا على ان الاردن هو مركز الثقل الاستراتيجي والجيوسياسي واللاعب الرئيسي في كل الملفات الإقليمية والدولية،معلنا ان استقرار الشرق الأوسط يبدأ بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه الوطنية في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية ،وان المبادرة العربية التي تم طرحها في قمة بيروت في عام 2002 والتي تدعو إلى إعتراف الدول العربية والإسلامية بدولة إسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية.
أعود واقول ان صوت الدبلوماسية الاردنية كان الأقوى والاشجع في كبح وردع الغطرسة الإسرائيلية ووصف اسرائيل بأنها دولة قائمة على الاحتلال ورفض الشرعية الدولية ،ويجب أن تعود إسرائيل كدولة طبيعية وعقلانية ،عندها سيقبلها محيطها الإقليمي والدولي .
العالم يقدر ويحترم الدبلوماسية الاردنية وتصريحات ومواقف وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي صاحب الكلمة والموقف والمبدأ ...والذي قال قبل أيام ان إسرائيل لن ترى الراحة ولا الأمن ما دامت ترفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة. وما دامت تمارس الإرهاب والتجويع، ومستمرة في التدمير الجغرافي والدينغرافي في غزة والضقة الغربية،فإنها ستبقى دولة عدوانية ومنبوذة.
في ظل حرب التجويع والحصار التي تشنها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ،لا زال الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله يضع القضية الفلسطينية على قائمة الاهتمام والاولوية ومستمر بالدعم الإنساني من خلال إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق قطاع غزة سواء بالانزالات الجوية أو تسيير قوافل الشاحنات يوميا ،وبناء وإرسال المستشفيات الميدانية إلى قطاع غزة وجنين ونابلس ،وهذا هو عهد ملوك بني هاشم منذ العهد الهاشمي الميمون الأول ، مرورا بالعهد الهاشمي الميمون الثاني والعهد الهاشمي الميمون الثالث وصولا إلى العهد الهاشمي الميمون الرابع عهد جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه...
حمى الله الوطن قيادة وشعبا وجيشا.