من المصطلحات الجديدة التي انتشرت بشكل واسع، مصطلح الأعمال الخضراء، ما هو الفرق بين الأعمال الخضراء والأعمال العادية!
سؤال مهم وبالذات في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة التي تحتم علينا في الأردن تركيز الجهود الحكومية على خطة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

يكمن الاختلاف الأساسي بين الأعمال الخضراء والأعمال العادية في اتجاهات نهج التأثير البيئي.
الأعمال الخضراء عادة ما تدمج الممارسات الصديقة للبيئة في عملياتها. ويمكن أن يشمل ذلك استخدام مواد مستدامة، وتقليل النفايات، والحفاظ على الطاقة، وتقليل آثار الكربون، ودعم المبادرات المسؤولة بيئيًا. وينصب التركيز على الحد من الآثار البيئية السلبية وتعزيز الاستدامة.

في المقابل، قد لا تعطي الأعمال العادية الأولوية للاعتبارات البيئية بشكل كبير حيث ان تركيزها الأساسي ينصبّ عادة على الربحية، مع اعتبار الاهتمامات البيئية ثانوية ما لم تتماش مع أهداف العمل أو المتطلبات التنظيمية.

في جوهر الأمر، نقصد بالأعمال الخضراء، الشركات التي تعمل بشكل أساسي على تحقيق التوازن بين النجاح الاقتصادي والإشراف البيئي، وهذا يختلف عن الشركات العادية التي قد لا تعالج التأثيرات البيئية بشكل فعال.
الشركات الخضراء تعمل على الربط بين أهداف التنمية المستدامة SDGs بأعمالها من خلال تطوير الممارسات التجارية لتتناسب مع الأهداف الاستراتيجية للتنمية المستدامة ليس محليا فقط وإنما عالميا.

الأعمال الخضراء تتطلب من الشركات تحديد أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة، بعملك الخاص بما يتوافق مع متطلبات الاستدامة. على سبيل المثال، إذا كان عملك يركز على الطاقة المتجددة، فإن الهدف 7 من أهداف التنمية المستدامة (الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة) بطبيعة الأمر له صلة مباشرة بالإنتاجية والنمو الاقتصادي المستدام .

من دمج أهداف التنمية المستدامة في استراتيجية العمل، وفي نموذج الأعمال التي تقوم بها المؤسسة، مما يعني تحديد أهداف ومقاييس محددة تتعلق بأهداف التنمية المستدامة، ودمجها في مهام الشركات ومن ثم العمل على تقييم النتائج من وقت لآخر.

إن اعتماد الممارسات الخضراء، هو ما يضمن تنفيد ممارسات صديقة للبيئة مثل تقليل النفايات، أو إعادة تدوير المواد، أو تحسين كفاءة الطاقة، وهو ما يتعلق بتطبيق الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة (الاستهلاك والإنتاج المسؤولين) وكذلك يدعم بشكل كبير ومباشر الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالعمل المناخي.
الأعمال الخضراء وأهداف التنمية المستدامة يشكلان نموذجا مرتبط ارتباطا وثيقا.

بالخلاصة من اجل إنقاذ الاقتصاد المنهك لا بدَّ من الابتكار والتثقيف، في مواضيع الأعمال الخضراء وكل ما يتعلق بها من الاستثمارات والتقنيات والممارسات الخضراء التي تعزز الاستدامة، والتي هي جزء من محركات رؤية التحديث الاقتصادي الشامل.

في الأردن بدأ العمل على تطوير ومواءمة، مبادرات الأعمال الخضراء مع أهداف التنمية المستدامة، في العديد من الشركات التي تعمل على توفير الطاقة، وتقليل انبعاثات الكربون، وتقلي الهدر في الموارد وغيرها الكثير، من الممارسات التي تهدف لتعزيز الابتكار في الاقتصاد المحلي قليل التكلفة مما يدعم كفاءة الاقتصاد التشغيلية، ويزيد نسب النمو الاقتصادي، ولتحقيق المساهمة بشكل فعال في جهود الاستدامة العالمية.
نطمح نحو مزيد من المبادرات الجديدة التي تستهدف تعزيز الأعمال الخضراء واهداف التنمية المستدامة، في الأردن، كأحد محركات تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي الأكثر أهمية . حمى الله الأردن