سمو الامير الحسن ومصالح الأردن الاستراتيجية
السفير الدكتور موفق العجلوني
16-10-2024 04:31 PM
يقول معالي الدكتور جواد العناني في حديث منشور على عمون الغراء والعربي الجديد قبل أيام تعقيباً على حديث سمو الامير الحسن:
" لقد أتيحت لي الفرصة قبل أيام للاستماع إلى سمو الأمير الحسن بن طلال خلال طعام إفطار يوم السبت الخامس من أكتوبر 2024. وقد قام بتقديم تحليل عميق عن الواقع في المنطقة، وعن ضرورة أن يقوم الباحثون الأردنيون بوضع دراسات استراتيجية لترتيب البيت الداخلي في الأردن ومواجهة مشكلاته وتحدياته، ومن أجل تنظيم العلاقات الإقليمية والدولية، وأكد على ضرورة مساهمة دور البحث الاستراتيجي في الأردن لوضع تصورها عن هذا الموضوع، الدرس الأساس الذي تعلمناه هو أن مستقبلنا يجب ألا يبقى رهينة لقرارات يأخذها الآخرون، ونكون نحن ضحاياها، ومضطرين للتعامل معها، لأنها ستؤثر على مصالحنا الاستراتيجية بشكل مباشر لا يمكن إنكاره."
وهنا املى علي حديث استاذي الكبير معالي الدكتور جواد العناني بصفتي المدير العام لمركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية ان اصدع لما امر به صاحب السمو الامير الحسن بن طلال حفظه الله :" ضرورة أن يقوم الباحثون الأردنيون بوضع دراسات استراتيجية لترتيب البيت الداخلي في الأردن ومواجهة مشكلاته وتحدياته، ومن أجل تنظيم العلاقات الإقليمية والدولية، وضرورة مساهمة دور البحث الاستراتيجي في الأردن لوضع تصورها عن هذا الموضوع ، و يجب أن لا يبقى مستقبل الأردن رهينة لقرارات يأخذها الآخرون، ونكون نحن ضحاياها، ومضطرين للتعامل معها، لأنها ستؤثر على مصالحنا الاستراتيجية بشكل مباشر لا يمكن إنكاره."
حديث سمو الأمير الحسن بن طلال، كما نقله معالي الدكتور جواد العناني، يحمل في طياته رسائل هامة تتعلق بالواقع الأردني والإقليمي. وباعتقادي ما طرحه سمو الامير الحسن، آمر جلل وهام ويتطلب تحليلًا عميقًا للسياسات الداخلية والخارجية للمملكة. وبالتالي يمكن تناول الموضوع من عدة زوايا:
ترتيب البيت الداخلي:
•أهمية الاستقرار الداخلي: يشير الحديث إلى ضرورة إعادة تنظيم الشأن الداخلي، مما يعكس أهمية الاستقرار السياسي والاجتماعي كخطوة أولى لمواجهة التحديات. والاستقرار الداخلي يسهم في تعزيز قدرة الأردن على مواجهة الضغوط الخارجية.
البحث الاستراتيجي:
•دور الباحثين: دعوة سمو الامير الأمير الحسن للباحثين لوضع دراسات استراتيجية تعكس حاجة الأردن للتفكير المستقل والتخطيط بعيد المدى. وقد تساعد الأبحاث في فهم التحديات بشكل أعمق وتقديم حلول مدروسة.
الاستقلالية في اتخاذ القرار:
•عدم الاعتماد على الآخرين: التأكيد على أهمية عدم الرهينة لقرارات القوى الكبرى يعكس حاجة الأردن إلى تطوير سياساته بشكل مستقل. يجب أن يكون للأردن صوت في صنع القرار الإقليمي والدولي.
التحديات الإقليمية:
•التفاعل مع الأزمات: القضايا في المنطقة، مثل الصراع الفلسطيني والإسرائيلي، تؤثر بشكل مباشر على الأردن. يجب على الدولة أن تكون جاهزة لمواجهة هذه التحديات بفعالية.
المصالح الاستراتيجية:
•حماية المصالح الوطنية: إن تركيز الأمير على المصالح الاستراتيجية يعكس أهمية وجود رؤية واضحة للحفاظ على مصالح الأردن في ظل التغيرات الإقليمية.
الدور الإقليمي:
•تعزيز التعاون الإقليمي: يشير الحديث إلى ضرورة تنسيق الجهود مع الدول المجاورة لمواجهة التحديات المشتركة، مما قد يعزز موقف الأردن في الساحة الدولية.
•يجب على الأردن العمل على بناء سياسة خارجية تأخذ في الاعتبار مصالحه الوطنية أولاً، بدلاً من الاعتماد على القوى الكبرى.
•تنويع العلاقات مع دول أخرى، سواء كانت شرق أوسطية أو دولية، يمكن للأردن تقليل اعتماده على أي طرف واحد.
•تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي يساعد في تقوية موقف الأردن في مواجهة الضغوط الخارجية.
•تحسين ظروف المعيشة وتعزيز المشاركة السياسية يمكن أن يسهم في زيادة الدعم الشعبي للحكومة، مما يعزز موقفها.
•يمكن للأردن أن يلعب دور الوسيط بين الأطراف المتصارعة في المنطقة، مما قد يزيد من تأثيره ويعزز من موقعه كداعم للسلام.
•تعزيز التعاون مع الدول العربية الأخرى قد يساعد على توحيد المواقف وتخفيف الضغوط الدولية.
تنمية اقتصادية مستدامة:
•تنويع الاقتصاد: تقليل الاعتماد على المساعدات الدولية من خلال تنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة.
•استغلال الموارد المحلية: الاستثمار في البنية التحتية والموارد المحلية يمكن أن يساعد في تعزيز الاقتصاد.
التواصل مع المجتمع الدولي:
•تعزيز العلاقات مع المنظمات الدولية: العمل مع الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لزيادة الوعي بالقضايا الإنسانية في المنطقة.
•الأردن يحتضن عددًا كبيرًا من اللاجئين، ويجب أن يُستخدم هذا كوسيلة للحصول على دعم دولي أكبر.
التعليم والتوعية:
•تعزيز الثقافة السياسية لدى المواطنين يمكن أن يساهم في خلق رأي عام يدعم السياسات الوطنية.
مواجهة التحديات الأمنية:
•تعاون أمني إقليمي: العمل مع الدول المجاورة لتبادل المعلومات ومكافحة التهديدات المشتركة، مما يساعد على تقليل الأثر السلبي للصراعات.
في النهاية، يجب على الأردن اتخاذ خطوات استراتيجية متكاملة لتعزيز موقعه الإقليمي والدولي. الأمر يتطلب توازنًا دقيقًا بين الدبلوماسية، الأمن، والتنمية الاقتصادية، لضمان عدم أن يصبح ضحية للقرارات الدولية والصراعات الإقليمية. وحديث سمو الأمير الحسن يعكس رؤية استراتيجية تتطلب التفاعل الجاد مع القضايا الداخلية والخارجية. فإذا تمكنا في الأردن من تحقيق الاستقرار الداخلي وتطوير بحث استراتيجي فعّال، فستكون في وضع أفضل لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وحماية مصالحها الوطنية.
من هنا تلعب مراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية دورًا أساسيًا في تعزيز قدرة الأردن على مواجهة التحديات من خلال توفير المعرفة والتحليل الضروريين. بترتيب البيت الأردني وفقًا لرؤى مستندة إلى دراسات موثوقة، يمكن للمراكز أن تسهم في بناء مستقبل مستدام وآمن من خلال المعطيات التالية كما أشار سمو الامير الحسن:
-يعد دور مراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية في الأردن دوراً حيوياً لتحقيق أهداف عدة تتعلق بترتيب البيت الأردني. و ذلك من خلال المعطيات التالية:
توفير التحليل العميق:
-مراكز الدراسات تقدم تحليلات مستندة إلى البيانات والبحوث حول القضايا الوطنية، مما يساعد في فهم التحديات الحالية والمستقبلية.
تطوير السياسات:
-من خلال الأبحاث، يمكن للمراكز اقتراح سياسات فعالة تعالج مشكلات مثل الفقر، البطالة، والفساد، مما يساهم في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
تعزيز الحوار الوطني:
-تنظيم ورش عمل ومؤتمرات تجمع بين الخبراء، صانعي القرار، والمواطنين، مما يعزز من النقاش حول القضايا الوطنية ويساهم في بناء توافق حول الحلول.
تدريب الكوادر:
-توفير برامج تدريبية للباحثين والكوادر الوطنية لتعزيز المهارات في مجالات البحث والتحليل الاستراتيجي.
متابعة التطورات الإقليمية والدولية:
-رصد التغيرات في البيئة الإقليمية والدولية وتأثيرها على الأردن، مما يساعد في وضع استراتيجيات مناسبة لمواجهة هذه التحديات.
تعزيز الوعي العام:
-نشر النتائج والتوصيات من خلال تقارير ودراسات، مما يساهم في رفع الوعي لدى المجتمع حول القضايا الوطنية وأهمية المشاركة في حلها.
تطوير شراكات:
-بناء علاقات مع مراكز أبحاث دولية ومحلية لتعزيز تبادل المعرفة والخبرات، والاستفادة من التجارب الناجحة في مجالات مختلفة.
توجيه الاستثمار:
-تحليل الفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن وتقديم توصيات حول كيفية جذب الاستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة.
دعم القرار السياسي:
-تقديم دراسات تدعم صانعي القرار في وضع استراتيجيات ملائمة تتماشى مع المصلحة الوطنية وتحقق الاستقرار.
وبالتالي أتوجه الى كافة مراكز الدراسات والأبحاث والدراسات الاستراتيجية في المملكة وعلى رأسها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية و منتدى الفكر العربي بالأخذ بتوجيهات صاحب السمو الامير الحسن والخروج بالتوصيات اللازمة.