facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




"صمت القبور " .. قتل أحياء الأمة


صالح الراشد
16-10-2024 11:53 AM

صمت أصاب العرب رغم مناوئتهم للاحتلال بالكلام، وظننا "والظن هنا إثم" أن الحرب الكلامية ستتطور لتصبح عسكرية، لكن الصمت العسكري تزايد حتى ظننا أننا في مقبرة متسعة الأطراف لا صوت فيها، وأجلت عدة منظمات وليس دول فتح جبهاتها العسكرية لأشهر كانت هذه الفترة كافية للكيان لتحويل غزة إلى أطلال، وحين استفاقت الساحات في لبنان واليمن والعراق وقصفت الكيان كان قد أنهى جزء كبير من مهمته في غزة، ليبدأ مرحلة جديدة بالهجوم على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية من بيروت والمدن الفلسطينية، لتكون جنين وقلقيلية وطولكرم أهداف رئيسية للعدوان الاسرائيلي، كما طالت ضرباته العسكرية دمشق السورية وصنعاء اليمنية في ظل وجود دعم أمريكي مجنون وغير محدود للكيان المُحتل، ليكونا سوياً العدو المشترك في حرب لم ولن تظهر نتائجها إلا بعد فترة طويلة ولن تتوقف في المنظور القريب .

وصمتت السياسة العربية بطريقة مشبوهة لحين انتهاء العملية الاسرائيلية في غزة، ليبدأ السياسيون العرب بالحديث على الأطلال بلا توقف عن وجوب وقف الحرب لعدم اتساعها وتحولها لحرب إقليمية، وفي ذات الوقت صَعَدَ الاسرائليين من عملياتهم وقتلهم العرب في خمس دول، لادراكهم ان الكلام السياسي مهما كانت قوته لا يؤثر في العمليات الحربية ولا يؤثر على مكانة الاسرائليين لدى الدول الكُبرى، بل ساعدهم كلام السياسيين العرب في إظهار العالم العربي بصورة الكاره الحاقد للوجود الاسرائيلي، ليتاجر الإعلام الاسرائيلي بالتصريحات العربية على أنها تهديد لوجوده وبقاءه ليستدر العطف الأمريكي والأوروبي، مُظهراً العرب على أنهم خطرون فيما الحقيقة أن العرب مجرد تجار كلام يشبعون الكيان شتماً فيرد غاضباً بقتل كل ما هو فلسطيني ليقترب عدد الشهداء من الخمسين ألف شهيد.

لقد صمت العرب وصمتت الأمم المتحدة ودول الغرب، نعم لقد صمتوا عن الفعل ونُصرة الإنسانية واكتفوا بخطابات يطالبون فيها بل يترجون الكيان لادخال الطعام والشراب، والكارثة التي تُظهر هوان العالم في العيون الاسرائيلية أنهم يعتبرون إدخال قطعة خبز لغزة إنتصار عظيم يستحق الاحتفال، فيما الاسرائليين يقتلون المرضى الفلسطينين بإخلاء المستشفيات ويقتلون الطلبة بتدمير المدارس على العائلات فيموت الأب وإبنه ووالدته على ذات المقعد الصفي، لنجد أن العالم ميت حي يسير على قدميه لكنه بلا ضمير أو شعور إنساني ليظهر أن صمت السلاح العربي يقود الجميع صوب الموت المؤكد.

آخر الكلام:
قال مارتن لوثر كنغ عن الصمت: في النهاية لن نذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا، وقال ايضا: التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار، بل صمت الأخيار على ذلك، وقال فرانسيس بيكون: الصمت فضيلة الحمقى، وقال سوفوكليس: الصمت زينة للنساء، فهل أصبحت الأمة العربية أمة من النساء يتزينون بالصمت.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :