تعبئة اسرائيلية تجاه المملكة .. ما الذي يجري؟
16-10-2024 09:00 AM
عمون - أحمد الحياري- ما أنْ قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن اسرائيل تحارب على سبع جبهات، حتى أجابته الصحافة العبرية بل هي ثماني ساحات.. أنت لم تحسب الاردن، الساحة الثامنة بعد غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق وسوريا وايران.
تعقيب سبقه قبل ذلك اليمين الإسرائيلي المتحالف مع نتنياهو باعتبار عملية الجسر التي قام بها الاردني ماهر الجازي شاهدا على ان الاردن ساحة غير آمنة للدولة الاسرائيلية، كما يعتقد. ثم لم يكتف هؤلاء بهذا وحسب، بل شنّوا ويشنون حملات تشويه للدور الاردني واستهداف مسؤوليه بهذا التشويه، هذا عدا عن الكارثة التي يتعرض لها المسجد الاقصى، والاعتداءات التي وصلت الى ان يقتحمه وزير الأمن القومي لدى الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قائلا: إن هذا المكان – المسجد الاقصى – الاكثر قدسية للاسرائيليين، مشيرا الى ان "هناك تقدما كبيرا جدا في فرض السيادة والسلطة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وسياستنا أن نسمح لليهود بالصلاة هنا".
هكذا اذاً.. "عينهم على الاردن"، لكن من ركن الضفة الغربية أولا، حيث ان أي عملية تهجير يتعرض لها فلسطيني الضفة الغربية هي إعلان حرب على الأردن، تماما كما جاء في التعريف الرسمي الأردني، لكن يبدو ان اليمين الاسرائيلي لا يكترث، فهو مشغول حاليا بتجهيز تربة الضفة اقتصاديا وأمنيا استقبالا لظهور "الرئيس المنتظر".
ترامب الذي أوفى بتعهده للامريكي اليهودي شيلدون أديلسون الذي دفع لحملة ترامب الانتخابية السابقة، مقابل نقل السفارة الامريكية الى القدس، تأتي أرملة أديلسون، - توفي عام 2021 – المليارديرة الأميركية الإسرائيلية الدكتورة الثرية ميريام أديلسون وتعقد مع ترامب صفقة بأن تمنح حملته الانتخابية 100 مليون دولار مقابل اعترافه بضم اسرائيل للضفة الغربية.
لهذا لم يكن من فراغ قول ترامب منتصف آب الماضي في إحدى حملاته الانتخابية إن إسرائيل مساحتها صغيرة على الخريطة.. فهل هناك طريقة لتوسعتها؟
لم يعد كل هذا سرا فإعداد اسرائيل للمنطقة من أجل ضمها الضفة الغربية يجري فوق المسرح الدولي وعلى الهواء مباشرة. ألم تكشف عن ذلك الخريطة التي قدمها نتنياهو، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتظهر فيها الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من إسرائيل. ثم أن هذه الخريطة وهذا الخطاب مرّا من دون أي تعقيب من هيئة الأمم المتحدة.
وبينما تخوض الدولة الاردنية معارك دبوماسية ساخنة مع حكومة نتنياهو، فإنها لا تخوضها من منظور قومي فقط، بل ووطني أولا. فمن بين أهم قواعد أمن المملكة اخضاع اسرائيل للتوصل إلى حل يضمن السلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وهذا ما يكرره المسؤولون الاردنيون بجميع مستوياتهم القيادية في الدولة، في كل مناسبة، وكان آخرها تصريحات الصفدي من تركيا الذي قال: إنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم الذي تقبله الشعوب ويشكل حقا وضرورة لها.
على ان ما يقلق المملكة ليس هذا وحسب. بل في أن العرب ليسوا على قلب رجل واحد. برغم كل المخاطر المحدقة بهم. هناك دول في المنطقة تنسج لها مصالحها الخاصة بعيدا عن حيّزها القومي، لاعتبارات سياسية خاصة بهذه الدولة أو تلك. الكثير مما يجري خلف الغرف المغلقة لا يمكن قوله. لكن يمكن بسهولة ان نشمّ روائحه من على شاشات التلفزة العربية.