من يتابع أداء الحكومة ونشاطاتها يجد بأنه هناك أداء متميز على مختلف المستويات وهذا متوقع لشخص عمل في المطبخ السياسي لجلالة الملك ويعرف أين تتحرك البوصلة وما هي الأولوية، ولعل الشاهد على ذلك الزيارات الميدانية للوقوف على واقع حال وتصحيح المسار بقدر الاستطاعة، واعتقد بأنه ولغاية الآن هناك رضا شعبي عن الأداء ولم يسجل على هذه الحكومة خطأ واحد فهناك سياسة عامة التزم بها الرئيس تقوم على الذهاب إلى الميدان وتحسس المشاكل وطرح الحلول بحيث تكون الحكومة قريبة مما يتنفسه الشعب.

إن ما قام به جعفر حسان من تواصل مع النواب بالإضافة إلى التغييرات التي تجريها الحكومة استعدادًا لتكون قادرة على التعامل مع المرحلة القادمة هي خطوات جريئة وما يقوم به بعض الوزراء من أداء ميداني يسجل بالاعتبار، ولدي القناعة التامة بأن الأيام القادمة ستكون حبلى في قرارات يعتقد البعض بأنها مفاجئة ولكنها في برنامَج الرئيس، فإن الرئيس لديه كادر متخصص محصن يقدم له الرأي والمشورة وهذا ما يبين لنا بأن هناك خطوات مدروسة لتحقيق نقلة نوعية في الأداء الحكومي والانتقال إلى المؤسسية بكافة أشكالها وأبعادها.

لا نريد أن نثقل كاهل الرئيس بالتوقعات ولكن علينا أن نستبشر خيرا بالأداء وما يجري استعدادًا لدخول مجلس النواب وبيان الثقة وكونه واقعيا ومتقدمًا سيطرح برامج يمكن لنا تصديقها وإمكانية تحقيقها في ظل هذه الظروف الصعبة، وأحاديث الرئيس توحي بالطمأنينة والأمل بأننا نخطو نحو مرحلة قادمة جديدة مؤشراتها الأداء وفيها عنصر التغيير، وكذلك بات واضحًا لدينا بأن هناك عناصر شابة دخلت الحكومة أو مجلس النواب مما يؤكد بأن تشكيلة مجلس الأعيان ستكون من التكنوقراط والأكاديميين وبيوت الخبرة الشبابية حتى تعمل على دفع المسيرة نحو الأفضل.

لدي القناعة التامة بأن يكون هناك مراجعة لقانون الأحزاب لأنه لا يعقل هذا العدد من الأحزاب ثم النتائج التي أظهرتها، فهنا لابد من الاندماج ما بين الأحزاب وتوفير الدعم المادي من مصادر واضحة وهذا ما يقع مستقبلًا في تجويد القانون ومعالجة نِقَاط الضعف من خلال ديوان التشريع والرأي وبيوت الخبرة لأننا نريد إنجازًا قادمًا يسجل للأردن والأردنيين، وهذا لا يعيب المسيرة التي تتجه نحو التغيير والإصلاح وليكون الشعار دائمًا الأرْدُنّ أولاً.