حزب الله يرمم صورته بعد جراح البيجر بعملية بنيامينا
د. أحمد الحياري
15-10-2024 07:39 PM
عملية بنيامينا مقابل عملية البيجر، واحدة بواحدة. هكذا رمّم حزب الله صورته بعد جراح البيجر. ونجح.
إن الاختراق الأمني الأكثر حساسية التي تعرضت لها اسرائيل منذ 7 اكتوبر 2023، كان في اليوم الأول من طوفان الاقصى، 7 اكتوبر نفسه، ثم جاء يوم 13 اكتوبر 2024 ليشكل الاختراق الامني الثاني الاكثر حساسية والذي كشف عن ضعف امني اسرائيل تمكن فيه حزب الله من وضع مسيراته في حضن الجنود الاسرائيليين في قاعدة بنيامينا يوم الأحد.
تعالوا معا نرسم المشهد المحترق للمنطقة ما بعد 13 اكتوبر 2024.
يوم الاحد، وبعد الفشل الأمني اسرائيلي الواسع، فقدت تل أبيب مجددا السيطرة والمبادرة التي امتلكتها بعد معركة البيجر وما بعدها من عمليات اغتيال وصلت الى رأس الهرم القيادي لحزب الله.
لقد انتظر العالم ايران طويلا حتى ترد على اغتيال القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية، لكن اسرائيل فاجأت الجميع بأن إضافت الى عملية اغتيال اسماعيل هنية عملية اغتيالا أخرى أشد خطورة على ايران نفسها، وذلك بقتل رجل طهران الاول في لبنان حسن نصر الله، فما كان من ايران إلا أن أوسعت اسرائيل بالصواريخ.
هذا النمط يبدو أنه سيكون مشابها للمشهد الاسرائيلي فبعد انتظار العالم الطويل لشكل وطبيعة رد اسرائيل على ايران، جاءت مسيرات حزب الله لتضع في "غلة" الرد الاسرائيلي زخما إضافيا.
الان تشعر تل ابيب بالحاجة الأمنية والعسكرية الملحة لرد قاسي لعلها تعيد لنفسها ما كانت قد امتلكته بعد عملية البيجر. فمنذ هذه العملية والمقولة الاكثر تداولا هي ان حزب الله وإن كان لم ينته إلا انه أصبح يعاني من الهزال.
وهذا ما تعاملت معه اسرائيل في هجومها التالي على لبنان راسمة لنفسها صورة المسيطرة على مجريات ساحة الحرب، الا ان فشل دخولها البري إلى جنوب لبنان، ثم فشلها الأمني في حماية قاعدة بنيامينا أعاد ساحة المعركة الى ما كانت عليه قبل عملية البيجر. لقد ظهر حزب الله مجددا، قويا، ومبادرا.
هكذا بدت الأمور: عملية بنيامينا مقابل عملية البيجر. علما أن مسيرات حزب الله التي دكت قاعدة غولاني كانت تحمل في طياتها بصمة ايرانية، وذلك بعد تعيين محمد رضا فلاح زادة مساعد قائد الفيلق وصيا على حزب الله، ريثما يتم تعيين الأمين العام الجديد للحزب.
لكن ما بعد كل هذا؟
نحن على بعد ساعات أو ربما أيام من معرفة ذلك.. أما المؤكد فإن الرد الاسرائيلي القادم سيسعى من بين أهدافه الأولى إلى إعادة امتلاك تل أبيب زمام عدوانها في المنطقة، بغض النظر عن طبيعة بنك الاهداف الايرانية، علما بان المعلن اليوم في الاعلام الأمريكي ان إسرائيل ستكتفي بمهاجمة المنشآت العسكرية في إيران.
وسواء كان هذا الحديث دقيقا ام لا. فإن الهدف الاسرائيلي الاوسع هو: اعادة حزب الله وايران الى الايام الاولى من "البيجر" وسلسلة الاغتيالات.
على ان السؤال الذي يبقى مطروحا هو هل ستصغي حكومة نتنياهو إلى نصائح حلفائها بان لا ترد على ايران بشكل يهدد أمن المنطقة بأسرها، أم أنها ما بعد عملية بنيامينا ستمضي في نشوة مغامراتها بالذهاب هذه المرة بالمنطقة إلى مجهول اللاعودة؟