facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين المقاومة والتدمير .. أين تقف الحقيقة؟! ..


محمود الدباس - ابو الليث
15-10-2024 05:22 PM

فيما نعايشه من أحداث متصاعدة في غزة ولبنان.. نجد أنفسنا أمام مشهد معقد.. ولا يمكن اختزاله في كلمات بسيطة.. أو ردود فعل سريعة.. فهناك من يقف بكل قوة خلف حركات المقاومة.. ويعتبر أن تلك الأفعال هي الطريق الوحيد للتحرر.. وهناك من يرون في هذه التحركات تهوراً يدفع ثمنه الأبرياء.. وينتهي بهم المطاف خاسرين لما بنوه على مدى سنوات طويلة.. من هنا.. يصبح من المهم إلقاء نظرة أعمق على تلك المشاعر المتضاربة.. والخروج بفهم أوسع لأبعاد ما يحدث.. خاصة من جانب من يراقبون الأحداث عن بعد..

إن الدول الأيديولوجية.. سواء كانت تستند إلى فكر سياسي أو ديني.. نجد أن قراراتها تلقى قبولاً واسعاً لدى المواطنين.. لأن الجميع يتبنى نفس الإطار الفكري.. وفي هذه الحالة يصبح قرار الدولة ممثلاً للجميع.. سواء كان قراراً للحرب أو السلم أو أي ابرام معاهدة.. وذلك لأن المواطنين يدينون بالولاء للفكر والفكرة التي تقوم عليها دولتهم.. ولا يشعرون بضرورة المعارضة..

أما في دول الديمقراطيات الحقيقية.. فإن القرار يُتخذ بناء على تفويض شعبي للبرلمان أو الحكومة المنتخبة.. حتى لو لم يرضَ البعض عن هذا القرار.. فهم ينتظرون انتهاء فترة الحكم لتغيير ممثليهم.. وفي هذا السياق.. نجد أن النقاشات بين المؤيدين والمعارضين.. تأتي في إطار احترام حرية الرأي والتعبير..

أما في الدول غير الأيديولوجية وغير الديمقراطية بالمعنى الصحيح.. والتي تضم مواطنين من مشارب فكرية وعرقية ودينية متعددة.. فمن الطبيعي أن تختلف الآراء والمواقف تجاه قرارات الدولة أو تحركات حركات المقاومة.. فلا يوجد إطار فكري موحد يجمع الجميع.. وبالتالي كل مواطن يتبنى موقفاً مختلفاً بناء على اجتهاده الشخصي.. وفي ظل هذا التعدد.. يجب أن نفهم أن لكل رأي قيمته.. ولا يجب لأحد أن ينكر على الآخر موقفه أو رأيه.. لأن نظام الدولة في هذه الحالة يتيح للمواطنين حرية الانحياز لأي طرف.. دون أن يتعرضوا للتخوين أو الانتقاد المبالغ فيه..

إن السؤال الذي يطرحه الكثيرون خارج لبنان وغزة عن "من فوض هؤلاء للقتال؟!" هو سؤال مشروع.. ولكنه في ذات الوقت يغفل عن فهم السياق الذي جعل حركات مثل حماس وحزب الله تلعب هذا الدور..

فمن جهة.. نجد أن هذه الحركات تعتبر نفسها جزءاً من معركة تاريخية مستمرة.. حيث التحرير لا يأتي إلا بالتضحيات.. وهذا المفهوم قد ترسخ لدى الكثيرين من المناصرين لهذه الحركات.. بل ولدى جزء من الشعب الذي يرى في تلك المقاومة تمثيلاً لإرادته.. حتى وإن لم يكن هناك تفويض رسمي.. ومن جهة أخرى.. هناك من ينكر على هؤلاء تصرفاتهم.. ويرون أن استمرار تلك الأعمال يعيد المنطقة إلى الوراء.. وأن هذه التضحيات الجسيمة لم تأتِ بثمار ملموسة حتى الآن سوى المزيد من الدمار والخراب..

ورغم ذلك.. فإن النقد لا ينبغي أن يكون محصوراً في معادلة بسيطة بين "مؤيد" و"معارض".. فليس كل من ينتقد ما قامت به المقاومة.. هو شخص مستسلم أو ضعيف الإرادة.. وليس كل من يدعم او يتعاطف مع موقف المقاومة.. هو مروج لمشروع ايران الفارسي.. علينا أن نتجاوز هذه التصنيفات التي تحاول تقسيم الناس إلى معسكرات متناقضة.. لأن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك بكثير.. فالوقوف ضد الدمار والقتل.. لا يعني الرضا بالاستعباد أو الخضوع.. كما أن رفض العمليات العسكرية في هذا التوقيت.. لا يعني تفضيل الاستسلام والخنوع..

العقلانية والوسطية يجب أن تكون هي الحاكمة في هذا النقاش.. فبينما هناك من يعتبر أن القتال هو الطريق الوحيد للتحرر.. نجد آخرين يرون أن الوقت غير مناسب.. وأن هذه المعارك تأتي في ظل ضعف عربي إسلامي يضعف القدرة على الصمود.. وفي النهاية.. يجب أن ندرك أن اختلاف الرؤى.. لا يعني خيانة أو استسلام.. وأن كلا الفريقين يريدون الأفضل لأهل غزة ولبنان.. وإن اختلفت الوسائل..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :